صيف واعد للسياحة الفندقية في مليلية وسط إقبال متزايد ونقص في العرض

تشهد مدينة مليلية في صيف 2025 انتعاشًا لافتًا في قطاعها الفندقي، مدعومًا بارتفاع ملحوظ في أعداد السياح مقارنة بالعام الماضي. فبحسب معطيات المعهد الوطني للإحصاء، سُجل خلال غشت 2024 أكثر من 15 ألف مبيت فندقي، بزيادة فاقت 20% مقارنة مع غشت 2023، إلى جانب أكثر من 7 آلاف زائر، أي بارتفاع قدره 40%. ويُعزى هذا النمو جزئيًا إلى تدفق المسافرين عبر عملية “مرحبا”، خاصة خلال النصف الأخير من يوليوز ومطلع غشت، في حين كان الأداء خلال الشهور الأولى من 2025 أكثر تحفظًا، بنسبة ارتفاع لا تتجاوز 3% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.

في تصريح ، تؤكد مديرة فندق “مليلية سنتر” أن يونيو عرف معدل حجز بلغ 90%، بينما يشهد يوليوز تذبذبًا بين 50% و60%، مع توقعات بمواصلة النسق نفسه في غشت. وتقول إن الزبائن يقيمون عادة ما بين أربعة وخمسة أيام، دون نمط واضح في تواريخ الوصول. وتشير إلى أن السائحين يأتون من مختلف مناطق إسبانيا، بالإضافة إلى عدد متزايد من الأوروبيين وحتى القادمين من الولايات المتحدة وأستراليا، معظمهم يتوقفون في مليلية كجزء من رحلتهم إلى المغرب. وتلاحظ أن عدداً قليلاً فقط يستفيد من العروض السياحية الحكومية، بسبب ضعف الترويج لها.

ورغم هذا الإقبال، لا يزال القطاع الفندقي يواجه تحديات أبرزها قلة الغرف المتوفرة، ما يُجبر السياح في بعض الأحيان على تغيير وجهتهم لعدم توفر أماكن شاغرة، لا سيما في عطلات نهاية الأسبوع أو خلال الفعاليات الرياضية والثقافية. هذا الواقع دفع المسؤولين إلى التشديد على ضرورة تسريع وتيرة الاستثمار الفندقي، حيث يجري التخطيط لبناء منشآت جديدة في منطقتي “سان لورينثو” و”كازا ديل غوبرنادور”، في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز جاذبية المدينة. ومع تفاؤل المهنيين بموسم أكثر انتظامًا في 2025، يظل توسيع الطاقة الاستيعابية حجر الزاوية لمواكبة الحركية السياحية المتزايدة في مليلية.