أزمة عبور جديدة تتفجر بميناء الجزيرة الخضراء الإسباني، حيث اضطر مئات من المسافرين، أغلبهم من مغاربة المهجر، إلى الانتظار لساعات طويلة – وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من 11 ساعة – وسط درجات حرارة تجاوزت 30 مئوية، في مشهد يعكس فشلًا ذريعًا في تدبير عملية “مرحبا” من الجانب الإسباني.
الصور والفيديوهات المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة “تيك توك”، وثّقت معاناة الأسر المغربية، المحملة بالحقائب والأطفال، وهي عالقة في طوابير خانقة دون مياه كافية أو أماكن للاستراحة، بينما كانت شركة الملاحة FRS/DFDS عاجزة عن الوفاء بجدول رحلاتها نحو ميناء طنجة المتوسط.
الغريب في الأمر، أن الشركة الدنماركية نفسها اعترفت بالتأخيرات، لكنها حمّلت مسؤوليتها للجانب المغربي، بدعوى “غياب عناصر الشرطة المغربية عن السفن لتأشير الجوازات”، وهو تبرير اعتبره كثيرون محاولة للهروب من مسؤولية الإخفاق التنظيمي والإفلات من انتقادات المسافرين.
“أين التنسيق مع المغرب؟ وأين الخطة الاستباقية لهذه الأعداد الضخمة التي يعرف الجميع موعد قدومها كل صيف؟”، يتساءل أحد المهاجرين في مقطع مصور غاضب، وسط استياء عارم من غياب أدنى شروط الكرامة.
المثير أن السلطات الإسبانية كانت قد تحدثت قبل انطلاق عملية العبور عن “أرقام قياسية متوقعة”، حيث كانت التقديرات تشير إلى ارتفاع عدد المسافرين بنسبة 4% مقارنة بسنة 2024، وعدد السيارات بـ5%، خصوصًا عبر موانئ الجزيرة الخضراء وسبتة المحتلة وطاريفا.
لكن الواقع الميداني كشف أن الاستعدادات كانت بعيدة عن مستوى هذا التحدي السنوي، وسط غياب موظفين كافيين، وسوء في التنظيم، وتعامل بيروقراطي يزيد من معاناة العابرين إلى الوطن.
سلطات ميناء الجزيرة الخضراء حاولت تدارك الوضع من خلال فتح مواقف مؤقتة في ساحة “Llano Amarillo” لفك الاكتظاظ، وإعادة تفعيل ممر خاص بالمقيمين في سبتة المحتلة. لكن كل هذه الإجراءات جاءت متأخرة وغير كافية أمام زحف آلاف المركبات المتجهة نحو المغرب.
كل سنة تتكرر نفس المعاناة، ويُترك مغاربة العالم، الذين يُضَخون الملايين في الاقتصاد الإسباني والمغربي معاً، لقساوة الطريق وسوء التنظيم ولامبالاة المؤسسات. فهل ننتظر فاجعة إنسانية حتى يتم احترامهم؟ أم أن هذا “العذاب الصيفي” صار قدرًا محتومًا في رحلة العودة نحو الوطن؟
15/07/2025