kawalisrif@hotmail.com

اختراق صيني … خلايا جذعية تُعيد الشباب للشيوخ

اختراق صيني … خلايا جذعية تُعيد الشباب للشيوخ

في إنجاز علمي غير مسبوق، نجح باحثون من أكاديمية العلوم الصينية في تطوير تقنية ثورية قد تغيّر جذريًا فهم البشرية للشيخوخة. فقد تمكنوا من إبطاء، بل وعكس، بعض مظاهر التقدم في السن لدى قرود المكاك التي تعادل أعمارها بين 60 و70 سنة بشرية، عبر استخدام خلايا جذعية مبتكرة تُعرف بـ”الخلايا السلفية الميزانشيمية المقاومة للشيخوخة” أو “SRCs”.

التجربة التي استمرت لأسابيع اعتمدت على حقن أسبوعي لهذه الخلايا، وأسفرت عن تحسّن مذهل في وظائف 10 أجهزة حيوية و61 نوعًا من الأنسجة، دون تسجيل أي مضاعفات صحية أو آثار جانبية، بما في ذلك عدم ظهور نمو سرطاني. وسجّل الباحثون تحسّنًا في القدرة الحركية ومقاومة هشاشة العظام، وتراجعًا في الالتهابات، إلى جانب تحسينات نوعية في الذاكرة والوظائف المعرفية. والأكثر إدهاشًا هو استعادة نشاط الخصوبة وزيادة إنتاج الحيوانات المنوية لدى القرود الطاعنة.

السر الكامن وراء هذا التأثير الثوري يكمن في الإكسوسومات التي تفرزها هذه الخلايا، وهي جزيئات نانوية تحمل إشارات تعافي للخلايا المتضررة، فتثبّط الالتهاب، وتعزز تجديد الأنسجة، وتقوّي الحمض النووي وتقلّل من الإجهاد التأكسدي، وهو أحد أبرز عوامل الشيخوخة الخلوية.

رغم أن الشيخوخة تظل ظاهرة بيولوجية معقدة، فإن هذا الاختراق يفتح آفاقًا غير مسبوقة في مجال الطب التجديدي، ويعيد طرح أسئلة جوهرية حول إمكانية التحكم في زمن الجسد وتأخير أفول الإنسان. وإذا ما أثبتت التقنية فعاليتها وأمانها لدى البشر، فقد يكون العالم على مشارف فجر علمي جديد يجعل من “الشيخوخة الحتمية” مجرد فصل قابل لإعادة الكتابة.

15/07/2025

Related Posts