الجيش السوري يدخل السويداء وسط اشتباكات دامية ومساعٍ لاستعادة السيطرة

بدأت وحدات من الجيش السوري، صباح اليوم الثلاثاء، دخول مدينة السويداء في الجنوب السوري، في خطوة وصفت بأنها حاسمة لإعادة فرض سلطة الدولة بعد توترات أمنية خطيرة شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية. وأكدت وزارة الدفاع، عبر إدارة الإعلام والاتصال، أن هذه الخطوة تأتي استجابة للاضطرابات المتصاعدة، في وقت أشارت فيه مصادر محلية إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وقوى الأمن الداخلي من جهة، ومجموعات مسلحة خارجة عن القانون من جهة أخرى، خصوصاً في الأطراف الشمالية الغربية للمدينة حيث تجمعت الأرتال العسكرية بمنطقة ريمة حازم قبل التقدّم نحو وسط السويداء.

وفي بيان رسمي، أعلن قائد الأمن الداخلي في المحافظة، العميد أحمد الدالاتي، فرض حظر تجول شامل اعتبارًا من الثامنة صباحًا، مؤكداً أن هذا الإجراء يهدف إلى حماية المدنيين ومنع المجموعات المسلحة من استغلال المباني السكنية كمواقع للاشتباك. الدالاتي حمّل المرجعيات الدينية والاجتماعية، إضافة إلى قادة الفصائل، مسؤولية وطنية في دعم هذه العملية الأمنية، داعياً إياهم إلى التعاون الكامل مع قوات الدولة من أجل استعادة الاستقرار. كما رحب بالموقف “الوطني المسؤول” للشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الذي عبّر عن دعمه لدخول القوات الرسمية إلى المدينة.

وتأتي هذه التحركات العسكرية بعد أيام من تصاعد التوترات في السويداء، لا سيما إثر اشتباكات دامية اندلعت الأحد الماضي بين عشائر البدو وفصائل محلية على خلفية حوادث خطف متبادلة، أسفرت عن مقتل 30 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، بينهم نساء وأطفال. كما شهدت أطراف المدينة هجومًا مسلحًا أمس الإثنين، أدى إلى مقتل 18 عنصرًا من الجيش السوري، ما عجّل بقرار دخول الجيش وقوى الأمن للفصل بين الأطراف المتصارعة، وبسط النظام العام. وقد دعت وزارة الدفاع أهالي المدينة إلى التزام منازلهم والإبلاغ عن تحركات المجموعات المسلحة، في وقت تواصل فيه وحدات الجيش عملياتها للسيطرة على بؤر التوتر وضمان أمن المواطنين.