kawalisrif@hotmail.com

الأميرة ليونور تطوي صفحة «الحارسة البحرية» استعدادًا لمرحلة جديدة

الأميرة ليونور تطوي صفحة «الحارسة البحرية» استعدادًا لمرحلة جديدة

في لحظة رمزية تختصر عامًا حافلًا بالتدريب والانضباط، أنهت الأميرة ليونور، وريثة عرش إسبانيا، مرحلة تكوينها البحري بوداع الزي الأبيض ومدرسة مارين البحرية وسفينة خوان سيباستيان دي إلكانو التي قضت على متنها جزءًا من تدريبها العملي، في إطار خطة تأهيل صارمة حرص القصر الملكي الإسباني على تنفيذها.

جرى الحفل يوم الأربعاء بحضور الملك فيليبي السادس، الذي قلد ابنته «الصليب الأكبر للاستحقاق البحري»، والملكة ليتيثيا وشقيقتها إنفانتا صوفيا، وذلك بالتزامن مع عيد العذراء ديل كارمن، شفيعة البحرية الإسبانية، في إشارة رمزية تبرز الارتباط التاريخي بين التاج الإسباني والقوات المسلحة.

ومع إسدال الستار على هذه المرحلة، تستعد الأميرة الشابة للانتقال في فاتح شتنبر إلى الأكاديمية الجوية بمدينة سان خافيير (مورسيا)، لمواصلة تكوينها كقائدة مستقبلية للقوات المسلحة، في خطوة تؤكد تصميم المؤسسة الملكية على ترسيخ صورة ولية العهد كامرأة عسكرية تجمع بين الانضباط والهيبة، وتُقدَّم كضامنة لوحدة الدولة في مرحلة تتسم بتحديات داخلية وإقليمية.

ويتابع المراقبون في المغرب هذا المسار باهتمام خاص، بالنظر إلى الأهمية الرمزية التي تمثلها القوات المسلحة الإسبانية في رسم سياسات الجوار والأمن البحري، خاصة في ظل التقاطعات الجيوسياسية بين الضفتين. ويقرأ كثيرون في الرباط هذا التكوين العسكري المكثف للأميرة ليونور رسالة واضحة بأن إسبانيا تسعى إلى الحفاظ على دور التاج كفاعل رئيسي في تماسك الدولة وموقعها ضمن التوازنات الأورومتوسطية.

ومع انتقال الأميرة بين الأكاديميات العسكرية الثلاث — البحرية والبرية والجوية — يكون القصر الملكي الإسباني قد اختار طريقًا يتجاوز الرمزية إلى ترسيخ تقاليد عسكرية راسخة بين أفراد الأسرة المالكة، في مشهد يعكس إلى حد بعيد حرص مدريد على إبقاء المؤسسة الملكية رافعة أساسية للأمن القومي وقوة ناعمة في محيطها المتوسطي الذي يشمل المغرب كجار استراتيجي وشريك أمني مهم.

ولعل أكثر ما يثير التساؤل هو أن الأميرة التي تودع اليوم أسطولها التدريبي قد لا تجد فرصة تدريبية أفضل من زيارة «ميداني» إلى سبتة ومليلية المحتلتين، حيث لا تفوت مدريد مناسبة لتذكير العالم بتمسكها بهذه «الجزر الإسبانية في المغرب»… مستعرضة بذلك قدراتها العسكرية وسط فضول جيرانها المغاربة، الذين ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء هذه «الزيارات التدريبية» ليستعيدوا مدينتيهما السليبتين.

16/07/2025

Related Posts

16 يوليو 2025