kawalisrif@hotmail.com

عيادة “خاصة” في إسبانيا تثير الجدل : مستشفى يُخصص قسماً لعلاج الجروح الناتجة عن العلاقات الجنسية عبر المؤخرة !!

عيادة “خاصة” في إسبانيا تثير الجدل : مستشفى يُخصص قسماً لعلاج الجروح الناتجة عن العلاقات الجنسية عبر المؤخرة !!

في خطوة مثيرة للجدل وتُثير كثيراً من علامات الاستفهام، افتتح مستشفى عمومي في مدينة بادالونا الكتالونية بإسبانيا أول عيادة من نوعها مخصصة حصريًا لعلاج الإصابات المرتبطة بالعلاقات الجنسية عبر الشرج، وذلك تحت شعار “من دون أسئلة محرجة أو أحكام مسبقة”، كما يروّج القائمون عليها.

العيادة، التي انطلقت مؤخراً بمبادرة من الجراحة “ساندرا فيلا”، تستقبل المرضى رجالًا ونساءً، بغض النظر عن ميولاتهم، لمتابعة مشاكل صحية تصنّفها بأنها “مرتبطة بالممارسة الشرجية”، كالشقوق والناسور والبواسير، في مقاربة طبية غير تقليدية تُحاول – بحسب وصفها – “تطبيع هذه الممارسة ورفع الحرج عنها”.

وتقول الطبيبة المسؤولة إن عدداً من المرضى كانوا يعانون في صمت أو يتنقلون بين التخصصات دون الحصول على رعاية تراعي خصوصية حالتهم. وتضيف: “نحن نُعامل المريض هنا من دون إصدار أحكام… بل ونعمل على الحفاظ على الوظيفة الجنسية للعضو، وحتى على جانبه الجمالي”.

الخطوة أثارت استغراباً في أوساط طبية أوروبية، كونها تكسر الكثير من الحواجز التقليدية، وتروّج، بشكل غير مباشر، لخطاب “طبيعيّة” العلاقات الشرجية رغم ما قد تحمله من مضاعفات صحية خطيرة، أبرزها سلس البراز، الالتهابات، وأحياناً الحاجة إلى تدخلات جراحية معقّدة لاستخراج أجسام غريبة.

وتُشير الجراحة إلى أن العيادة تتابع أيضاً حالات العدوى المنقولة جنسياً، وعلى رأسها فيروس الورم الحليمي البشري والالتهابات المزمنة المرتبطة بمرضى نقص المناعة، وتقدّم توجيهات للوقاية “الآمنة” عند ممارسة العلاقة الشرجية.

المثير في هذا النموذج هو التركيز على ما يُسمى بـ”تحرير العضو من حصره في وظيفته الإخراجية”، والدعوة إلى اعتباره عضواً صالحاً للاستخدام الجنسي، وهي مقاربة تصطدم مع القيم الصحية والاجتماعية والأخلاقية في مجتمعات عربية وإسلامية ما زالت ترى في هذا السلوك انحرافاً سلوكياً ومصدرًا محتملاً لمشاكل صحية ونفسية معقدة.

وعلى الرغم من الجدل، يرى القائمون على المبادرة أنها “ثورة طبية” تسعى لإزالة الوصمة عن شريحة من المرضى، بينما يرى معارضون أنها محاولة لإضفاء الشرعية الطبية على ممارسات مرفوضة فطريًا ودينيًا وثقافيًا، وفتح الباب أمام ما يُسمّى بـ”إعادة هندسة السلوك البشري” تحت لافتة “الحرية الجنسية” و”الرعاية الصحية”.

إن هذه الخطوة التي تبدو طبية في ظاهرها، تطرح تساؤلات عميقة حول حدود دور الطب في المجتمع، وحول مسؤولية المؤسسات الصحية في احترام الثوابت الأخلاقية، بدل الترويج لأجندات تستهدف مفاهيم الأسرة والعلاقات السليمة بين الجنسين.

16/07/2025

Related Posts