kawalisrif@hotmail.com

محمد أبركان … الرجل الذي أيقظ “الوردة” من الغيبوبة يرفض الرد على إتصالات لشكر المستقلي على النبيذ بفندق مارتشيكا بالناظور !

محمد أبركان … الرجل الذي أيقظ “الوردة” من الغيبوبة يرفض الرد على إتصالات لشكر المستقلي على النبيذ بفندق مارتشيكا بالناظور !

لم يكن محمد أبركان بحاجة إلى استدعاء التاريخ أو التغني بالماضي. الرجل دخل إلى مؤتمر حزب الاتحاد الاشتراكي بالناظور ، الذي إنعقد مساء أمس الثلاثاء، وقد سبقه رصيده: خمس جماعات ترابية بالإقليم ، و60 عضواً جماعياً، وقواعد ميدانية حقيقية، لا تنمو في “اللايفات” أو تغريدات المناسبات.

في وقت كانت فيه بعض القيادات الحزبية تعمل على هندسة مؤتمرات “معلبة” وفق مقاس إدريس لشكر ورفاقه، خرج أبركان من صمته، وقرر أن يواجه، بعدما أحس أنه يُستخدم كواجهة انتخابية مؤقتة. فقد فهم مبكراً أن هناك من أراد له أن يكون مجرد كومبارس عجوز يُستعمل ثم يُركن جانباً.

في قاعة الوحدة الغير المكيفة ، حيث ظن لشكر أنه قادر على التحكم في المشهد، انزلقت منه الكلمة حين خاطب مرشحه أزواغ بـ “سليمان الدرهم”. سقطة لم تكن عرضية، بل كاشفة عن أن الأمور تُدار بمنطق “العملة” و”الظرف”، لا الموقف ولا الكفاءة.

أزواغ دخل المؤتمر مدججاً بشبيحة الأسواق وشخصيات سياسية رمادية، أما أبركان، فلم يكن في حاجة إلى جمهور مستورد، ولا إلى جيش فيسبوكي، بل إلى كلمة واحدة، نطقها، فقلبت الطاولة ، أمام أنصاره المتجدرين .

لكنه لم يكتف بالخطاب… بل انفجر. انتصب وسط القاعة، وصاح بصوته: “يكذبون عليا… يتلاعبون بي… أنا ماشي دمية في الحزب!”

القاعة صمتت. الصدمة عمّت. حتى الكاميرات ترددت. المناضلون الجالسون في الزوايا رمشوا بارتباك. كانت لحظة كشف: الرجل الذي يعرف كواليس الحزب وأسراره قالها بصراحة، أمام الجميع.

لم يكن أبركان يطلب شيئاً كثيراً. فقط: الكرامة السياسية. أن لا يُعامل كديكور، ولا يُزجّ باسمه في معارك معدّة سلفاً لخدمة طموحات وافدين لا يعرفون شيئاً عن الناظور، ولا عن بحرها، ولا عن بوغافر التي تحولت في عقول البعض إلى مجرد سمكة على مائدة عشاء.

اليوم، تحاول أحزاب كثيرة استمالة الرجل. تطرح عليه ألوانها ووعودها وشعاراتها. لكنه لا يرد. لأنه يعرف أن الطين إذا اختلط بالعطر لا يتعطر، بل يتعفن. ويرفض أن يفتح الهاتف أمام اتصالات السياسيين “دوبل فاص” الذين يبتسمون في النهار ويطعنون في الظل.

محمد أبركان ، الذي ظل هاتفه ليلة أمس ، بعد تزكيته ككاتب إقليمي للحزب ومرشح للإنتخابات التشريعية المقبلة من طرف لشكر مرغما ، رغم ضغط ( شيخ صحافة الإبتزاز في التسعينات المسمى موساوي كاتب الحزب بوجدة سابقا ، الذي وقع إتفاق مصلحجي مع أزواغ ، والذي يمني النفس لتزكية إبنته كوكيلة للوردة في الانتخابات التشريعية المقبلة بجهة الشرق ، وكذلك سعيد بعزيز برلماني جرسيف ) ، رفض الرد على مكالمات قادة الإتحاد الاشتراكي، وفي مقدمتهم لشكر الذي ظل طول الليل يحتسي النبيذ والويسكي بفندق مارتشيكا بالناظور، قبل أن يغادر صباح اليوم .

أبركان ، ليس قديساً. لكنه، قطعاً، ليس من الصنف الذي يتنقل بين الأحزاب كما يتنقل “الكارغيون” بين الحانات. إنه يعرف جيداً أن السياسة ليست صدفة، وأن الزعامة لا تُختزل في منصة أو صورة على بوستر. وإن قرر العودة، فسيعود بطريقته، في توقيته، وبدعاء البحر، لا بمكر “الدرهم”.

وختاماً… إليكم الحقيقة المُرّة:

لم تنفع صلصة سمك لݣزيرة، ولا فواكه بحرها، ولا سخاء “الممون” في فكّ شفرة إعزانن أو تهدئة أمواج بحر البوران، قبل أن يخرج القرش السياسي من الأعماق، ويُسقط صكوك القيادة المزورة!

وفي السياسة، كما في البحر، لا ينجو من الغرق إلا من تمرّس على هدوء ما قبل العاصفة…

وما محمد أبركان السياسي العصامي المتمكن ، إلا تلك العاصفة التي تتنفس في صمت، ثم تهبّ عندما يُخدش أو يُهان  ! .

16/07/2025

Related Posts