kawalisrif@hotmail.com

مليلية تحاول التشبّث ببروكسيل :   مكتب “افتراضي” تحت جناح الأندلس

مليلية تحاول التشبّث ببروكسيل : مكتب “افتراضي” تحت جناح الأندلس

في خطوة وُصفت في الإعلام الإسباني بـ”الرمزية”، أعلنت سلطات مليلية المحتلة عن إطلاق ما أسمته “مكتباً عملياً” لها داخل مقر تمثيلية حكومة الأندلس في العاصمة الأوروبية بروكسيل، في محاولة جديدة للبحث عن اعتراف رمزي بخصوصية المدينة داخل الاتحاد الأوروبي.

الخبر كشفته المسؤولة المحلية عن ملف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، ماريا خوسي أغيلار، التي لم تُخفِ ارتياحها لتمكن مليلية من “الوصول إلى أوروبا”، عبر ما يُعدّ فعلياً مجرد نافذة إلكترونية مرتبطة بالمنصة التابعة لوفد الأندلس.

ورغم محاولة إضفاء طابع مؤسساتي على الحدث، فإن “المكتب” لا يتعدى كونه امتداداً افتراضياً لمصالح إقليم الأندلس في بروكسيل، بموجب بروتوكول تعاون تم توقيعه العام الماضي، ولا يُوفّر لمليلية أي وضع قانوني مستقل داخل الهيئات الأوروبية، خلافاً لما تُروّج له السلطات المحلية هناك.

وبحسب التصريحات الرسمية، فإن الغرض من هذا التمثيل هو تمكين مليلية من الاشتراك في نشرات إخبارية أوروبية واستكشاف فرص الحصول على تمويلات في إطار برامج الاتحاد، مثل “أفق أوروبا”، و”صندوق الهجرة والاندماج”، و”برنامج أوروبا الرقمية”، وغيرها من المشاريع الموجّهة أساساً للدول الأعضاء أو الجهات ذات الوضع القانوني الواضح داخل التكتل الأوروبي.

ما لم تقله أغيلار، هو أن وجود هذه “النافذة” لا يُغيّر شيئاً من واقع مليلية القانوني، باعتبارها مدينة تخضع للإدارة الإسبانية في ظل احتلالٍ مرفوض دولياً ومرفوض شعبياً من الجارة الجنوبية، المغرب، الذي يعتبر المدينة المحتلة امتداداً طبيعياً لترابه الوطني.

ورغم الحديث المتكرر عن “تعزيز العلاقات الأوروبية”، تبقى كل محاولات مليلية لفرض نفسها ككيان له خصوصية داخل الاتحاد الأوروبي، مجرد محاولات استهلاكية، تخدم دعاية سياسية داخلية موجهة إلى سكان المدينة المأزومة اقتصادياً.

ويُجمع مراقبون على أن مثل هذه الخطوات لا تعدو كونها تلميعاً شكلياً لصورة سلطة محلية فاقدة للرؤية، تحاول جاهدة إيهام سكان المدينة بأن بروكسيل تُصغي لهم، فيما الحقيقة أن الملفات تُمرّر عبر مدريد، والسيادة ترجع بالكامل إلى الحكومة المركزية في العاصمة الإسبانية.

أما “النافذة” الإلكترونية التي تحتفي بها مليلية، فتبقى نافذة بلا هواء… لا تفتح أي باب للاعتراف، ولا تُحدث أثراً في مواقف الدول أو المؤسسات الأوروبية، التي ترى مليلية كجزء من “المسألة الاستعمارية المؤجلة” في الضفة الجنوبية.

 

17/07/2025

Related Posts