شهدت بلدة توري باتشيكو، الواقعة جنوب إسبانيا، في الأيام الأخيرة تصعيدًا خطيرًا تمثل في أعمال شغب واشتباكات قادها مناصرون لحزب “فوكس” اليميني المتطرف، موجّهة بالأساس ضد المهاجرين المغاربة. وجاءت هذه الأحداث على خلفية اعتداء تعرض له رجل مسن، زُعم أن منفذيه شباب من أصول مغربية، الأمر الذي استُغل سياسيًا وإعلاميًا لتحريض الرأي العام وبث مشاعر الكراهية تجاه الجالية المهاجرة.
هذه الحادثة، التي سرعان ما تحولت إلى وقود لخطابات التطرف والتفرقة، أعادت إلى الواجهة الجدل حول دور اليمين المتطرف في تغذية العنصرية واستثمار الحوادث الفردية في تأليب المجتمعات المحلية ضد الأجانب. ويُجمع مراقبون على أن ما جرى في توري باتشيكو ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة محاولات لربط الهجرة بالعنف والجريمة، ضمن مساعٍ حزبية انتخابية هدفها كسب التأييد على حساب التماسك المجتمعي.
وفي تحليله للحدث، أكد خالد مونة، الخبير في قضايا الهجرة، في تصريح لـ”كواليس الريف”، أن ما وقع يعبّر عن تصدع خطير في العلاقة بين السكان المحليين والمهاجرين، خاصة في ظل غياب سياسات فاعلة لمواجهة خطاب الكراهية. وأشار إلى أن حزب “فوكس” يعمد إلى توظيف الهجرة كأداة سياسية، ليس فقط لصرف الأنظار عن الأزمات البنيوية التي تعاني منها البلاد، بل أيضًا لبناء هوية انتخابية قائمة على “الخوف من الآخر”، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا لقيم الديمقراطية والتعايش الاجتماعي في إسبانيا.
19/07/2025