في واقعة لافتة تكاد تبدو من عالم السينما، ألقت الشرطة الكتالونية “موسوس دي إسكوادرا” القبض على رجل في مدينة مارتوريل، بعد أن بادر، بشكل وُصف بـ”الغريب”، إلى تحية عناصر الدورية الأمنية عند الساعة الخامسة صباحًا، وهو جالس وحيدًا على مقعد في إحدى الحدائق العامة.
السلوك الذي قد يبدو عاديًا أو حتى مهذبًا، أثار على الفور شكوك رجال الأمن، خاصةً بالنظر إلى توقيت الظهور غير المألوف، والمكان المنعزل. فقرروا التحقق من هوية الشخص، لتتوالى المفاجآت: المعني موضوع 10 مذكرات بحث واعتقال، من بينها 4 أوامر تقضي بسجنه مباشرة، إضافة إلى كونه صاحب سجل جنائي مثقل بـ54 سابقة عدلية.
توزعت سوابق الرجل بين السرقة بالعنف، والسطو بالقوة، وجرائم التستر، وهي تهم تشير إلى استفادته من ممتلكات أو أموال متحصلة من جرائم دون الإبلاغ عنها. وتُظهر هذه المعطيات أن المعتقل ليس مجرد جانح عابر، بل فاعل إجرامي متكرر ومحترف، ظل يتنقل خارج قبضة العدالة لسنوات.
رغم أن التحية العفوية التي وجهها للشرطة هي التي قادته إلى السقوط، فإن الواقعة تثير تساؤلات حرجة حول قدرة المنظومة الأمنية على تتبع المطلوبين الخطيرين، خاصة أولئك الذين يحملون سجلات طويلة ومفتوحة. كيف تمكن شخص بهذه المواصفات من التجول بحرية في الفضاء العام دون أن يتم توقيفه مسبقًا؟ وهل كانت هناك ثغرات في آليات التبليغ والمتابعة القضائية؟
الحادثة، التي تحولت إلى مادة مثيرة للتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي بعد نشرها من طرف حساب شرطة كتالونيا، تفضح أيضًا البعد النفسي لدى بعض المجرمين، ممن يحاولون التظاهر بالبراءة عبر سلوكيات مصطنعة مثل تحية رجال الشرطة لتفادي الشبهة، لكنها، paradoxically، تتحول إلى مؤشر دالّ على التخفي والتوتر.
في المقابل، فإن تدخل عناصر الدورية يكشف عن مستوى متقدم من التدريب الميداني والتقدير السريع للعلامات السلوكية، ما مكّن من توقيف شخص خطير دون مقاومة، وفي ظرف عفوي.
19/07/2025