شهدت محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، خلال أسبوع واحد فقط، أعمال عنف غير مسبوقة أودت بحياة أكثر من 700 شخص، في مشهد دموي أعاد إلى الواجهة الهشاشة الأمنية التي تعاني منها مناطق عدة في سوريا. في خضم هذا التصعيد، خرج الرئيس السوري أحمد الشرع، السبت 19 يوليوز 2025، بتصريح أكد فيه التزام الدولة بحماية الأقليات والطوائف كافة، وتعهد بمحاسبة المتورطين في الانتهاكات أياً كانوا. وشدد على أن العدالة ستأخذ مجراها، متبرئاً من الجرائم التي ارتُكبت، ومؤكداً أن فرض القانون سيشمل الجميع دون استثناء.
في سياق التطورات الميدانية، أعلنت الرئاسة السورية وقفاً فورياً شاملاً لإطلاق النار، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل به، بالتزامن مع بدء انتشار قوات الأمن في محافظة السويداء. وجاء هذا القرار عقب سلسلة ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في دمشق والسويداء، وما تبعها من إعلان أميركي عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، ودعوة الدروز والبدو والسنة إلى إلقاء السلاح. وأكدت وزارة الداخلية السورية أن هذه الخطوة تأتي في إطار مهمة وطنية لحماية المدنيين واستعادة النظام العام.
وفي خضم التوتر، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين دروز وعناصر من عشائر البدو المحسوبة على السلطة، شملت حرق منازل ومحال تجارية في المدينة وريفها الشمالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفادت الإحصاءات بسقوط 718 قتيلاً، بينهم 391 من أبناء المحافظة. من جانبها، أبدت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، بقيادة الشيخ حكمت الهجري، استعدادها للحوار ونبذ العنف، داعية إلى الاحتكام لصوت العقل والإنسانية. وتبقى إدارة الملف الطائفي وبسط الأمن في المناطق المتوترة أبرز التحديات التي يواجهها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
19/07/2025
