kawalisrif@hotmail.com

بين الحياة والموت… إنقاذ مهاجر مغربي يكشف مأساة الهجرة من عمق مضيق جبل طارق

بين الحياة والموت… إنقاذ مهاجر مغربي يكشف مأساة الهجرة من عمق مضيق جبل طارق

في مشهد جديد يعرّي الواقع القاسي الذي يعيشه الآلاف من شبابنا، تداولت شبكات التواصل الاجتماعي مقطعًا مؤثرًا يوثّق لحظة إنقاذ مهاجر مغربي كان يصارع الموت وسط مياه مضيق جبل طارق، بعدما انقطع به السبيل على بعد أكثر من 20 كيلومترًا من سواحل مالقة الإسبانية.

الشاب المغربي، المنهك والمرتمي فوق عوامة هوائية بدائية، تم رصده من طرف طاقم يخت شراعي كان متوجّهًا نحو جزر البليار. المنقذون، الذين لم يترددوا في إيقاف المركب وتقديم المساعدة الفورية، أكدوا أنهم عثروا عليه يسبح وحيدًا ببدلة غوص وزعانف، دون أن ترافقه أي وسيلة أمان حقيقية. حالته الجسدية أوحت بوضوح أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الغرق.

وتمكن طاقم اليخت من سحب الشاب إلى داخل القارب وتقديم ما توفر من غذاء وماء وملابس جافة، بينما كانت علامات الإنهاك والجفاف بادية على جسده. وقد تم توثيق عملية الإنقاذ من طرف الجمعية الملكية الإسبانية لقباطنة اليخوت، التي نشرت الفيديو لاحقًا، مشيرة إلى أن الشاب المغربي كان يحاول الوصول سباحة إلى أوروبا باستخدام وسائل لا تضمن الحد الأدنى من النجاة.

القصة ليست حالة فردية، بل وجه مأساوي من وجوه هجرة اليأس. فشباب الأحياء المهمّشة في مدن الشمال المغربي باتوا يغامرون بحياتهم اعتمادًا على عوامات بلاستيكية تُباع في أسواق شعبية، معتقدين أن البحر قد يفتح لهم باب النجاة من واقع يفتقر إلى الأمل.

مأساة هذا الشاب تنضاف إلى سلسلة طويلة من القصص التي تؤكد فشل المقاربات الأمنية الضيقة، سواء من جانب أوروبا أو حتى من طرف بعض الفاعلين المحليين، في وقف نزيف الهجرة. فعوض أن يفتحوا قنوات قانونية أو يوفّروا مشاريع تنموية حقيقية، يتم تشديد المراقبة، وتُبنى الأسلاك، ويُترك الشباب في مهبّ البحر.

الواقعة تعيد إلى الواجهة سؤالًا مزمنًا: لماذا يستمر البحر في ابتلاع أبنائنا؟ لماذا يشعر شاب مغربي أن الرهان على عوامة هوائية أقرب إلى النجاة من البقاء في وطنه؟ وأين هي السياسات العمومية التي تعيد الثقة إلى هؤلاء وتفتح أمامهم أفقًا بديلًا عن خيار الموت على أبواب أوروبا؟

 

19/07/2025

Related Posts