في مشهد يثير الاستغراب والاستياء، لا تزال إحدى الحاويات المهترئة والممتلئة بالنفايات تحتل مكانها في الطريق المؤدية إلى “كلايريس”، تحديدًا أمام مدرسة “الروضة” بجماعة بني بوفراح، دون أن يتم سحبها أو تعويضها، على الرغم من التحذيرات والملاحظات المتكررة من سكان المنطقة والزوار على حد سواء.
هذه الحاوية، التي تتغدى منها الحشرات السامة ، والتي تحوّلت إلى مصدر قلق بيئي وصحي، توجد في محيط يرتاده الزوار والعائلات، بل وحتى الأطفال الذين يلعبون على مقربة منها، في غياب تام لأي شكل من أشكال السلامة أو المراقبة.
ورغم المطالب المتكررة من الساكنة والناشطين المحليين بإزالتها أو على الأقل تعقيم محيطها، إلا أن صمت السلطات المحلية، وعلى رأسها الرئيس الجماعي، يطرح أكثر من علامة استفهام:
هل أصبحت هذه الحاوية محمية سياسية؟ أم أن الرئيس مصرّ على تجاهل القوانين التي تنظّم مجالات النظافة، البيئة، والصحة العامة؟
ما يحدث في جماعة بني بوفراح، خصوصًا بمنطقة “كلايريس”، يندرج ضمن سلسلة من التجاوزات التي لم تعد خافية على أحد ، مشاريع عشوائية، غياب تام للصيانة، وتهميش ممنهج للمطالب الشعبية، إستغلال وقود الجماعة في تحركات الرئيس ومن معه خارج المنطقة … وكأن هذه الجماعة تعيش خارج نطاق الرقابة والمحاسبة.
لقد حان الوقت ليفتح المسؤولون الإقليميون تحقيقًا جادًا وشاملًا حول هذه الخروقات، وتفعيل مقتضيات القانون في وجه كل من يستهين بسلامة المواطنين وكرامتهم. فالجماعة ليست ملكًا للرئيس، بل فضاء عمومي يجب أن يسوده الانضباط والمحاسبة، والاحترام التام للمصلحة العامة.
ما يحدث في “كلايريس” ليس سوى صورة مصغّرة لمظاهر الإهمال التي تنخر بعض الجماعات الترابية، وهو نداء مستعجل إلى عامل الإقليم وجميع الجهات المختصة للتدخل العاجل وفرض سلطة القانون فوق كل الحسابات الضيقة أو الولاءات المشبوهة.
19/07/2025
