شهدت العاصمة البنغالية دكا، اليوم السبت، خروج مئات الآلاف من أنصار أكبر حزب إسلامي في البلاد في مظاهرات حاشدة، اعتُبرت استعراضاً سياسياً للقوة في ظل الأجواء المشحونة التي تسبق الانتخابات المرتقبة العام المقبل. وتأتي هذه التعبئة الجماهيرية في وقت دقيق تمر فيه بنغلاديش بمنعطف سياسي حاسم، عقب الإطاحة برئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، التي كانت قد هيمنت على المشهد السياسي منذ عام 2009، قبل أن تتنحى إثر احتجاجات قادها طلاب وأجبرتها على اللجوء إلى الهند.
وفي ظل إدارة الحكومة الانتقالية برئاسة الاقتصادي البارز والحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس، أعلنت السلطات أن موعد الانتخابات المقبلة سيكون في أبريل، مع ترك الباب مفتوحاً لاحتمال تأجيلها حتى فبراير 2026، تماشياً مع مطالب الحزب الوطني البنغلاديشي وعدد من حلفائه السياسيين. ويعكس هذا الغموض المتواصل بشأن الموعد الانتخابي حجم التحديات التي تواجه البلاد في مسارها نحو الاستقرار السياسي.
وفي خضم هذا التصعيد، أعلن حزب الجماعة الإسلامية، الذي كانت له مواقف مؤيدة لباكستان خلال حرب الاستقلال عام 1971، عزمه حشد مليون متظاهر في دكا، ما يُعد أكبر تحرك شعبي له منذ سنوات. هذا الحزب، الذي شهد في عهد الشيخة حسينة إعدام أو سجن عدد من قياداته بتهم تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب، يبدو اليوم عازماً على العودة إلى الساحة السياسية بقوة، مستغلاً التحولات الكبرى التي تشهدها البلاد في هذه المرحلة المفصلية.
19/07/2025