سجل أسطول النقل البحري في مضيق جبل طارق رقمًا جديدًا بعدما تجاوز حاجز 80 رحلة يومية بين مدينة سبتة المحتلة وموانئ طنجة، وسط متابعة دقيقة من وسائل الإعلام الإسبانية التي تسلط الضوء سنويًا على حجم الأرقام القياسية التي تحققها عملية «عبور المضيق» (OPE) أو «مرحبا» كما يُعرف بها في المغرب.
وبحسب المعطيات الصادرة عن هيئة ميناء خليج الجزيرة الخضراء، فقد بلغت حصيلة يوم الأحد 20 يوليوز الجاري 81 رحلة نقلت أكثر من 31 ألف مسافر وما يقارب 7 آلاف مركبة، موزعة بين خطوط: الجزيرة الخضراء – سبتة المحتلة (23 رحلة)، طريفة – طنجة المدينة (20 رحلة)، والجزيرة الخضراء – طنجة المتوسط (38 رحلة).
وتشير الصحافة الإسبانية إلى أن هذه الأرقام تعكس زخم عملية مرحبا التي توصف في إسبانيا بأنها أكبر جسر بحري موسمي في العالم، معتبرة أن المعابر البحرية بين الضفتين تتحول خلال أسابيع الصيف إلى نقطة ضغط واختبار حقيقي للبنى التحتية في موانئ الجنوب الإسباني وموانئ الشمال المغربي.
وتولي الصحف الإسبانية اهتمامًا خاصًا لتفاصيل حركة العبور، مركزة على سبتة المحتلة باعتبارها منفذًا استثنائيًا تحت ما يسمى «السيادة الإسبانية»، وهو ما يبرز باستمرار في طريقة المعالجة الصحفية التي توظف أرقام الركاب والمركبات للتأكيد على أهمية الربط البحري مع الموانئ المغربية في طنجة، دون إغفال التذكير بالإجراءات الأمنية وإشكاليات الاكتظاظ.
وتستند وسائل الإعلام الإسبانية إلى هذه الأرقام للتأكيد على عمق الروابط بين الضفتين، لكنها في المقابل تربطها بمسائل سياسية حساسة مثل تدبير الحدود ومراقبة تدفقات الهجرة، مستعرضة أحيانًا مطالب النقابات البحرية بزيادة الموارد وتحسين الخدمات في موانئ سبتة وطريفة والجزيرة الخضراء.
وبالنسبة للمغرب، تبقى عملية مرحبا عنوانًا سنويًا لتجسيد متانة العلاقة بين الوطن وأبنائه بالخارج، حيث يختار ملايين المغاربة قضاء عطلتهم الصيفية في أرض الوطن عبر هذا المعبر البحري الذي تحرص الدولة على تأمين انسيابيته وجودة خدماته اللوجستية.
وتظل الخطوط الرابطة بين الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط في صدارة الطرق البحرية الأكثر استعمالًا بنسبة 47%، تليها خطوط سبتة ثم الناظور، وفق أرقام الوقاية المدنية الإسبانية التي تتابع العملية يوميًا بالتنسيق مع نظيرتها المغربية.
وتكشف هذه الدينامية عن الأهمية الاقتصادية والاجتماعية والسيادية لموانئ الشمال التي تتحول إلى مراكز استقبال ضخمة، في مشهد يُعيد سنويًا رسم صورة المغرب كصلة وصل محورية بين إفريقيا وأوروبا.
20/07/2025