لقي ما لا يقل عن 20 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 170 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، إثر سقوط طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو البنغلادشي فوق مدرسة خاصة في العاصمة دكا، في حادث مأساوي هزّ البلاد صباح الاثنين. وكانت الطائرة من طراز “إف-7 بي جي آي”، صينية الصنع، قد أقلعت من قاعدة خندقار بضواحي العاصمة ضمن طلعة تدريبية، لكنها تعرضت لعطل فني أجبر الطيار على محاولة السيطرة عليها، قبل أن ترتطم بمبنى “مدرسة وكليّة مايلستون”، حيث تسببت في دمار واسع وخسائر بشرية جسيمة، خاصة في صفوف التلاميذ الذين كانوا قد غادروا فصولهم للتو.
وأكّدت رئاسة الحكومة الانتقالية في بيان رسمي مصرع قائد الطائرة، الملازم توقير إسلام ساغار، الذي بذل جهوداً مضنية لتوجيه الطائرة بعيداً عن المناطق السكنية، لكن دون جدوى. وهرعت فرق الإنقاذ إلى الموقع المستهدف، حيث شرعت في انتشال الضحايا من تحت أنقاض المبنى المكون من طابقين، وسط مشاهد مؤلمة من اللهب والدخان والركام. وأفاد مدير المعهد الوطني للحروق، محمد ناصر الدين، بأن قرابة عشرين مصاباً في حالة حرجة، أغلبهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عاماً، ما دفع الأهالي إلى التوافد على المستشفى وسط حالة من الصدمة والحداد.
من جهته، أعرب رئيس الحكومة الانتقالية، محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام، عن بالغ حزنه في تدوينة على منصة “إكس”، مؤكداً أن الحكومة ستفتح تحقيقاً شاملاً في أسباب الكارثة وستوفر الدعم اللازم للأسر المكلومة. كما أعلن عن حداد وطني في البلاد يوم الثلاثاء. وتوالت رسائل التضامن من قادة العالم، أبرزهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي عبّر عن صدمته العميقة، وأبدى استعداد بلاده لتقديم الدعم الكامل لبنغلادش. يأتي هذا الحادث كأكبر فاجعة جوية تشهدها البلاد منذ تحطم طائرة مدنية عام 1984، مما يعيد إلى الواجهة الحاجة الملحة لمراجعة إجراءات السلامة الجوية في المنطقة.
21/07/2025