تعيش مدينتا سبتة ومليلية المحتلتان حالة متجددة من التوتر إثر قرار المغرب إغلاق معابر الحدود بسبب الموقف السياسي للحزب الشعبي الإسباني تجاه قضية الصحراء، في خطوة تعكس عمق الخلافات القائمة بين الرباط ومدريد. يأتي هذا القرار وسط انتقادات لاذعة لما يُعتبر تنازلات غير مبررة من الحكومة الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيز، الذي وصفه كثيرون بالخضوع للمطالب المغربية دون أي مقابل أو توافق برلماني، ما أثار موجة استياء كبيرة بين سكان المدينتين الذين يرون أن استمرار هذا الوضع يزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية عليهم، بل ويهدد هوية وأمن مدينتيهما.
في الوقت الذي يزداد فيه الإحباط بين أبناء سبتة ومليلية من السياسات الحكومية الإسبانية، تظهر أصوات كثيرة تطالب بإغلاق الحدود بشكل كامل وصارم، حماية لمصالح السكان ورفضاً للابتزاز السياسي. فبينما يعاني بعض السكان من تداعيات سياسية واقتصادية حادة، يبرز تعقيد إضافي للأهالي ذوي الأصول المغربية الذين يواجهون عوائق في التواصل مع عائلاتهم عبر الحدود. ورغم ذلك، يشدد هؤلاء على ضرورة الحفاظ على الهوية الإسبانية للمدينتين في مواجهة الضغوط المتزايدة، ويخشون من سيناريوهات تغير الوضع الجغرافي والسياسي، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في 2027 التي قد تشهد تحولات مؤثرة.
المخاوف لا تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل تمتد إلى المستقبل الاقتصادي والاجتماعي للمدينتين، حيث يرى كثيرون أن استمرار السياسات الحكومية الحالية التي تتسم بالتراجع والتسليم لمطالب الرباط تشكل تهديداً وجودياً. ويُجمع المراقبون على أن الحلول لن تكون سهلة، وأن استمرار بيدرو سانشيز في السلطة قد يؤدي إلى مزيد من التدهور، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية التي قد تُفاقمها المؤسسة الأوروبية في حال تواصل هذا النهج. وبالنهاية، يتطلع سكان سبتة ومليلية إلى يوم تُرفع فيه هذه الضغوط، ويزول معها الخطر الداهم على مصير مدينتهم وهويتهم الوطنية.
21/07/2025