سلّط تقرير صادر عن صحيفة La Vanguardia الإسبانية الضوء على الزخم الاقتصادي المتنامي الذي يشهده المغرب في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى الاهتمام المتزايد الذي يبديه رجال الأعمال الإسبان، وخصوصاً من إقليم كاتالونيا، بالفرص الاستثمارية المتوفرة في المملكة. التقرير جاء عقب زيارة ميدانية قام بها وفد من المستثمرين ضمن “مجموعة هارفارد”، برئاسة البروفيسور بيدرو نوينو، إلى مدينة مراكش، حيث أجروا لقاءات موسعة مع مسؤولين حكوميين وممثلين عن القطاع الخاص لاستكشاف إمكانيات التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وأكد التقرير أن المغرب لم يعد يقتصر دوره على كونه مصدراً تقليدياً للمواد الخام أو وجهة سياحية فقط، بل بات يفرض نفسه كقوة اقتصادية صاعدة في مجالات استراتيجية كصناعة مكونات السيارات، والصناعات الصيدلانية، والطاقة الخضراء، ومراكز البيانات، فضلاً عن تصاعد مكانته كمركز مالي في القارة الإفريقية. المستثمرون أشادوا بالمؤشرات الاقتصادية الإيجابية للمملكة، من أبرزها استقرار العملة الوطنية مقابل اليورو لأكثر من 25 عاماً، وتدني نسبة التضخم، بالإضافة إلى الإطار القانوني الداعم للاستثمار الذي يشمل اتفاقيات دولية متعددة وحرية تحويل الأرباح دون قيود.
رغم هذه المكاسب، لم يغفل التقرير الإشارة إلى بعض الإكراهات التي ما زالت تقف في وجه المستثمرين، وعلى رأسها تعقيدات الإدارة العمومية، وضعف الشفافية في تدبير الشأن العام، والفوارق الاجتماعية والمجالية، لاسيما في القطاع الفلاحي. ورأى فرانسيسك فاجولا، المدير التنفيذي لمؤسسة Mobile World Capital، أن المغرب يخطو بثبات نحو الرقمنة، مستشهداً بإطلاقه القطار فائق السرعة كبنية تحتية تعكس الطموح الوطني. كما وصف رجل الأعمال جوردي سيبريان قطاع الأدوية المغربي بـ”القوة الهادئة”، داعياً إلى الاستثمار فيه بثقة. وختم التقرير بأن المغرب، في ديناميته الاقتصادية الراهنة، يشبه إلى حد كبير إسبانيا الستينيات، لكنه في حاجة إلى تسريع إصلاحاته المؤسساتية لتحقيق قفزة نوعية في موقعه على الساحة الدولية.
21/07/2025
