في مشهد صادم يفضح أعطاباً عميقة في المنظومة الصحية، تفاجأ رواد المستشفى الإقليمي بمدينة السعيدية، صباح السبت الماضي، بإغلاق تام لقسم المستعجلات، في وقت تعرف فيه المدينة الساحلية توافداً مكثفاً للمصطافين والزوار. ووجد العشرات من المرضى، بينهم حالات حرجة، أنفسهم في مواجهة أبواب موصدة، وغياب مطلق لأي طبيب أو ممرض أو حتى مساعد صحي، رغم أن الفترة كانت ضمن أوقات الحراسة. ولم يكن في المكان سوى عناصر الأمن الخاص، الذين حاولوا مراراً الاتصال بالفرق المناوبة دون أن يتلقوا أي رد يُذكر.
تجلّى عمق الأزمة في مشهد مؤلم لسيدة تحمل بين يديها رضيعاً يصارع ضيقاً حاداً في التنفس، دون أن تجد من يسعفه، لتضطر إلى التوجه صوب مفوضية الشرطة لتقديم شكاية عاجلة. هناك، انضمت إليها عائلات أخرى واجهت المصير نفسه، وسط حالة من الاستياء العارم. محاولات عناصر الأمن للتواصل مع إدارة المستشفى باءت بالفشل، ما استدعى تدخلاً اضطرارياً من عناصر الوقاية المدنية، رغم أن هذا النوع من المهام لا يدخل ضمن اختصاصها المباشر.
الواقعة أثارت موجة من الاستنكار في أوساط الساكنة والمجتمع المدني، معتبرين ما حدث نتيجة خلل بنيوي في تدبير الموارد البشرية، خاصة خلال فترة الصيف التي تشهد ضغطاً متزايداً على المرافق الصحية. كما طُرحت تساؤلات ملحة حول مسؤولية وزارة الصحة والجهات الوصية في ضمان استمرارية خدمة طبية تُعد حقاً دستورياً. فالغياب لم يكن مجرد خطأ فردي، بل مؤشر على انهيار مؤسساتي جعل من المواطن الحلقة الأضعف في منظومة مهددة بالشلل.
21/07/2025