kawalisrif@hotmail.com

أزمة العطش تخنق الثغر المحتل.. المستشار المغربي أزماني يقرع أبواب «مدافع الشعب» في وجه حكومة الاحتلال

أزمة العطش تخنق الثغر المحتل.. المستشار المغربي أزماني يقرع أبواب «مدافع الشعب» في وجه حكومة الاحتلال

عاد شبح العطش ليعرّي هشاشة البنية التحتية في مليلية المحتلة، بعدما تقدّم المستشار بحكومة المدينة، المغربي الأصل أمين أزماني، بشكوى رسمية إلى وسيط المظالم الإسباني أنخيل غابيلوندو، داعيًا إلى فتح تحقيق مستعجل في الأسباب البنيوية والاختلالات الإدارية التي أوصلت الثغر إلى حالة «الظمأ القسري».

أزماني لم يكتفِ بالتحذير، بل طالب صراحة بفرض «إجراء عاجل وملزم» على حكومة الاحتلال وإدارتها المحلية لضمان تدفق الماء الصالح للشرب بلا انقطاع، معتبراً أن استمرار تقنين الماء وتحويله إلى سلعة موسمية في مدينة أوروبية متوسطية إهانة لحقوق الناس وكرامتهم.

وفي رسالته، ذكّر أزماني سلطات الثغر ومن يوجّهونها من مدريد بأن الماء حق إنساني مُعترف به بقرارات أممية واتفاقيات أوروبية وتشريعات إسبانية صريحة، بينما الحقيقة المرة تقول إن آلاف العائلات صارت مضطرة لتخزين ما تيسّر من ماء الشرب في دلاء وقنينات، وكأنها تعيش في خيام الإغاثة، في وقت تتقاذف الإدارات المحلية والمركزية التهم كمن يلعب بكرة لهب لا تنطفئ.

المحطة التي كان يُعوَّل عليها لفك العطش تحوّلت إلى «كتلة إسمنتية عاطلة» غارقة في الأعطاب والتوقفات، فيما يظل «سد الأدفلاس» شاهداً صامتاً على ملايين الأوروهات التي ابتلعتها مشاريعه دون أن تروي ظمأ أحد.

أزماني قالها بوضوح: الأزمة ليست وليدة اليوم، بل هي ثمرة عقود من الإهمال وسوء التدبير، لكن حرارة هذا الصيف عرّت العورات أكثر من أي وقت مضى، في ظل انقطاعات متكررة للكهرباء وشلل محطة التحلية وتراشق المسؤوليات بين حكومة الاحتلال والوكالة المائية المركزية.

وفي قلب هذا العطش المزمن، يبقى سكان مليلية الأصليون — المغاربة النسب واللسان — أكثر من يكتوي بلهيب الظمأ، محرومين من مورد بسيط كان يفترض أن يفيض من الجبال التي تطوّق الثغر أو من البحر الذي يحتضنه.

والمفارقة القاسية أن منابع «طرارة» و«إياسينن» النابعة من الفرشة المائية لجبل ݣوروݣو المغربي، لا تزال تسقي ظمأ مليلية المكلومة، بينما سكان الثغر الأصليون يشترون الماء المعدني كمن يشحذ الحياة بالقطّارة، في مشهد لا يليق بمدينة تُرفَع فوقها أعلام الاتحاد الأوروبي.. لكنها ما زالت تتوضأ من الدلاء!

21/07/2025

Related Posts