كما تم فعله في «بوقانا» الناظور المطلة على الساحل المغربي ، إلى «بوقانا إل كوردونسيو» على الضفة الأخرى من الكرة الأرضية، يتشابه الاسم وتتداخل الخيوط في معركة مفتوحة ضد شبكات الكوكايين العابرة للقارات.
ظلت هذه النقطة الحساسة على خارطة الناظور بؤرة نشطة لعمليات التهريب نحو أوروبا عبر الزوارق النفاثة أو الدراجات البحرية «الجيت سكي» المنطلقة من مليلية، ليُعرف «خط بوقانا» أيضًا بتهريب الأقراص المهلوسة والمؤثرات العقلية، وأبرزها شحنات الكوكايين التي سقطت في شِباك الأمن إثر معلومات جهاز الـ«ديستي» خلال فترة جائحة كورونا التي انتعشت فيها تجارة المخدرات وارتفع الإقبال عليها عالميًا.
خلال تلك الفترة، حققت شبكات التهريب الدولي أرقامًا قياسية في الأرباح، وسط تواطؤ بعض الأجهزة الأمنية هنا وهناك، حتى صار بعض الزبائن يدفعون تسبيقات مالية قبل وصول الشحنات، خاصة تلك الموجهة إلى السوق الليبية التي تحوّلت إلى محطة عبور مربحة إلى أوروبا .
أما في إسبانيا، فلم تسلم الصفوف الأمامية لمحاربة المخدرات من الفضائح، إذ تحوّل بعض «حماة القانون» إلى لاعبين كبار داخل نفس الشبكات، قبل أن تفضحهم أوراق «حاميها حراميها» وتسقطهم واحدًا تلو الآخر في الزنازين.
وفي الجهة المقابلة من العالم، وفي عرض المحيط ، تمكنت السلڤادور هذه المرة من توجيه ضربة موجعة لما بات يوصف بـ«خط تهريب عابر للقارات» يربط أمريكا اللاتينية بممرات التهريب العالمية.
نجحت قوات البحرية الوطنية هناك في اعتراض قارب من النوع منخفض السطح (LPV)، على بُعد 600 ميل بحري، أي حوالي 1,111 كيلومترًا، جنوب غرب منطقة “بوقانا إل كوردونسيو” ، قرب مصب إستيرو دي جالتبيكي.
وأوقفت البحرية على متنه ثلاثة مهربين ينتمون لشبكات دولية، اثنان إكوادوريان وواحد كولومبي، كانوا ينقلون شحنة ضخمة من الكوكايين تُقدَّر بـ 1.3 طن، تصل قيمتها إلى نحو 33 مليون دولار أمريكي.
تضاف هذه العملية إلى سلسلة النجاحات التي حققتها السلڤادور منذ بداية 2024، لترتفع الكميات المحجوزة إلى حوالي 35.8 طنًا، موجِّهةً بذلك ضربة مالية موجعة لعصابات الجريمة المنظمة بخسائر تُقدَّر بنحو 897 مليون دولار.
وتواصل السلطات هناك تكثيف عمليات المراقبة البحرية والبرية ضمن سياسة أمنية صارمة لتجفيف منابع التهريب وحرمان الشبكات من مصادر تمويلها.