أكد الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، المصطفى بنعلي، على ضرورة اعتماد نموذج تنموي فلاحي يراعي حقوق صغار الفلاحين والعمال الزراعيين، ويجمع بين التنمية المستدامة والعدالة المجالية والكرامة الاجتماعية. جاء ذلك خلال لقاء تواصلي نظمه الحزب بمدينة سيدي سليمان، احتفاء بالذكرى السابعة والعشرين لتأسيسه، حيث شدد بنعلي على أن التنمية لا يمكن أن تتحقق دون ضمان العدالة الاجتماعية، وانتقد الفشل الذي صاحَب مخطط المغرب الأخضر في الحد من الهجرة القروية والفقر، مسلطًا الضوء على التحولات الديموغرافية التي أظهرت تركز معظم السكان في المدن نتيجة الجفاف وتراجع الخدمات وتهميش الفلاحة الصغيرة.
وأشار بنعلي إلى أهمية دعم الفلاحين الذين لا تتجاوز مساحات أراضيهم خمسة هكتارات، بوصفهم الركيزة الأساسية للأمن الغذائي والتنمية المحلية، كما ندد بظروف العمال الزراعيين، ولا سيما النساء منهم، من حيث تدني الأجور وسوء ظروف العمل، مؤكداً أن أي استراتيجية فلاحيّة لا تحترم كرامة الإنسان لا يمكن أن تكون ناجحة. وفي هذا الإطار، أشاد بانطلاقة مشروع القطب الفلاحي بسيدي سليمان، معربًا عن أمله في أن يساهم في تعزيز الاستثمار وخلق فرص الشغل، معتبراً أن الشفافية والحكامة الجيدة أساسان لتحفيز النمو، داعياً كذلك إلى تسريع إصلاح القانون المتعلق بالعقار السلالي لتعزيز مصالح ذوي الحقوق وإرساء طبقة وسطى قروية مستقرة.
وشدد المتحدث على أهمية التقدير المستمر لنضالات المرأة السلالية، مبرزاً دورها الفعال في انتزاع مكاسب قانونية واجتماعية، ومؤكداً استمرار الحزب في الدفاع عن حقوقها في السياسات العمومية. كما شهد اللقاء حضوراً بارزاً لهيئات الحزب المختلفة، وتكريم أحد مؤسسيه، البروفيسور سعيد الطاير، الذي أكد في كلمته على أهمية الالتزام والعمل الجاد لبناء مغرب العدالة والكرامة. تميز اللقاء بكونه ترجمة فعلية لسياسة القرب التي ينهجها الحزب، من خلال استماع مباشر لمطالب المواطنين واقتراح حلول تعكس معاناتهم اليومية، متوازنة بين الحفاظ على الذاكرة الوطنية والرؤية الإصلاحية المستقبلية.
21/07/2025
