أشعل مقطع فيديو تم تداوله على موقع “فيسبوك”، زعم فيه صاحبه العثور على جماجم وهياكل عظمية لحيوانات في مطرح عشوائي للنفايات بضواحي واد أمليل بإقليم تازة، موجة من الجدل والغضب، خاصة أن المدينة تُعرف بمحلاتها المشهورة بتقديم اللحوم المشوية والكفتة. الفيديو، الذي أثار الشكوك حول جودة اللحوم المقدمة للمستهلكين، دفع مهنيي القطاع إلى التجمهر أمام مقر سرية الدرك الملكي، تزامنًا مع الاستماع إلى ناشره، مع تقديم عدد من الشكايات الرسمية ضده.
وأوضحت المصلحة البيطرية الإقليمية لتازة، التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، عقب معاينة ميدانية، أن العظام المعثور عليها تعود لأبقار ومرتبطة بأنشطة جزارة عادية، مؤكدة أنها لا تمثل خطرًا على صحة المستهلك، لكنها تشكل تهديدًا بيئيًا بسبب إمكانية جذب الكلاب الضالة. وفي هذا الإطار، تم توجيه السلطات المحلية للعمل على دفن هذه البقايا حفاظًا على البيئة والسلامة العامة. جماعة واد أمليل من جهتها أصدرت بلاغًا أكدت فيه أن ما تم تداوله “مجرد إشاعات كاذبة ومضللة”، متوعدة بمقاضاة المتورطين في ما وصفته بـ”الإساءة إلى سمعة المدينة واقتصادها المحلي”.
وفي سياق متصل، دخل الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان على الخط، مطالبًا بفتح تحقيق دقيق وشفاف في القضية، وتنوير الرأي العام بالنتائج الرسمية. وبأمر من النيابة العامة، تم وضع الشخص الذي يقف خلف الفيديو تحت تدبير الحراسة النظرية لدى المركز القضائي للدرك الملكي بتازة، في انتظار ما ستُسفر عنه التحقيقات الجارية، في قضية تمس في عمقها ثقة المواطن في سلامة غذائه وسمعة مهنية لمئات العاملين في القطاع.
21/07/2025