تشهد جهة طنجة تطوان الحسيمة، خاصة مدينة البوغاز ومحيط القصر الصغير، حالة من الاستنفار الأمني المتصاعد، في سياق التصدي لمحاولات الهجرة غير النظامية نحو الضفة الإسبانية، سواء عبر اجتياز السياج الحدودي مع سبتة المحتلة أو ركوب قوارب الهجرة السرية. وأفادت مصادر مطلعة لجريدة “كواليس الريف” أن السلطات أطلقت تعزيزات أمنية كبيرة شملت المراقبة الطرقية ومنع وسائل النقل العمومي من نقل المهاجرين إلى المناطق الحدودية، خصوصاً بعد حادثة سير خطيرة وقعت الأسبوع الماضي، وأثارت حالة من التأهب الأمني المتواصل.
الحادثة، التي سجلت بإحدى الجماعات القروية التابعة لإقليم الفحص أنجرة، خلفت إصابات في صفوف مهاجرين كانوا يستقلون سيارة خفيفة تابعة لوكالة كراء سيارات بمدينة طنجة، في وقت لا يزال فيه السائق في حالة فرار. وقد تم نقل المصابين إلى أحد المستشفيات لتلقي الإسعافات، كما استدعت السلطات مدير الوكالة المعنية للاستماع إليه ضمن مجريات التحقيق، في حين أُخضع عدد من سائقي سيارات الأجرة، خاصة العاملين على خط طنجة–الفنيدق، للتحقيق إثر نقلهم لمهاجرين أفارقة إلى جانب مسافرين مغاربة.
وبحسب المعطيات الميدانية، كثّفت الأجهزة الأمنية مراقبتها للقطارات القادمة إلى طنجة، حيث يتم إنزال بعض المهاجرين في محطات قبل الوصول إلى المدينة، وإعادتهم إلى المدن التي قدموا منها. ويُسجَّل كل صيف ارتفاع لافت في محاولات الهجرة غير النظامية بالشمال المغربي، تزامناً مع ازدياد توافد السياح، ما يجعل من المنطقة نقطة عبور نشطة نحو أوروبا، في تحدٍ دائم للسلطات الساهرة على مراقبة الحدود البرية والبحرية.
22/07/2025