أعلنت وزارتي الخارجية والتجارة الخارجية الأرجنتينية عن إطلاق استراتيجية طموحة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع المغرب، في خطوة تهدف إلى تنويع الشراكات التجارية خارج نطاق الأسواق التقليدية في أوروبا وأمريكا الجنوبية. وتندرج هذه المبادرة ضمن توجه أرجنتيني أوسع يسعى إلى الانفتاح على القارة الإفريقية والشرق الأوسط عبر المغرب، الذي يعد من أبرز الاقتصادات الصاعدة بمنطقة شمال إفريقيا، مستفيداً من موقعه الجغرافي الاستراتيجي وبنيته التحتية المتطورة، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط الذي يُعد أحد أهم مراكز العبور البحري عالميًا.
في هذا السياق، من المقرر تنظيم بعثة تجارية متعددة القطاعات إلى الدار البيضاء خلال الأيام السابعة والثامنة من أكتوبر المقبل، تركز على مجالات حيوية تشمل البرمجيات وقطع غيار السيارات والصناعات الدوائية. وتسعى هذه البعثة إلى ترسيخ شراكات اقتصادية متينة، وفتح آفاق جديدة أمام الشركات الأرجنتينية لتوسيع حضورها في السوق المغربية المتنامية، خصوصاً مع التحول الرقمي السريع الذي يشهده المغرب. وتعكس الأرقام التجارية الأخيرة تفوقًا لصالح الأرجنتين من حيث حجم المبادلات التجارية، ما يؤكد فرص النمو وتطوير التعاون الثنائي بشكل مستدام ومتوازن.
على الرغم من هذه الفرص الواعدة، تواجه البعثة تحديات تتعلق بالامتثال للقوانين التنظيمية المغربية والمعايير الصحية وشروط منتجات “حلال”، إضافة إلى المنافسة الشرسة من فاعلين اقتصاديين من أوروبا وآسيا. كما تبرز تحديات لوجستية مثل سلاسل التبريد للمنتجات الدوائية والغذائية، بالإضافة إلى ضرورة فهم الخصوصيات الثقافية لضمان اندماج ناجح في السوق. وتأتي هذه الخطوة العملية ضمن سياسة أرجنتينية استراتيجية لتقليل الاعتماد على الأسواق الأوروبية والانخراط بفعالية في سلاسل القيمة العالمية، مستفيدة من البوابة المغربية التي تمثل مدخلاً حيوياً نحو الأسواق الإفريقية جنوب الصحراء والدولية، مما يعزز شراكة متينة بين البلدين قائمة على رؤية مشتركة للتنمية الاقتصادية والتعاون المستدام.
22/07/2025