تشهد مدن شمال المغرب، منذ أسابيع، توافداً مكثفاً لمهاجرين قادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، استقروا في مناطق متفرقة من المملكة، قبل أن يتجهوا نحو الشمال طمعاً في العبور إلى الضفة الأوروبية خلال فصل الصيف، حيث تهدأ نسبياً تقلبات البحر الأبيض المتوسط. هذا التدفق المتزايد وضع السلطات المغربية في حالة استنفار دائم، إذ تبذل جهوداً مكثفة وبوسائل متعددة للحد من تحركات المهاجرين نحو المعابر الحدودية القريبة من سبتة المحتلة.
وفي هذا السياق، عاينت جريدة كواليس الريف، نهاية الأسبوع الماضي، تدخل عناصر الأمن بزي مدني لتوقيف مجموعة من المهاجرين على متن قطار متوجه إلى شمال البلاد، حيث تم إنزالهم بمحطة أصيلة وإعادتهم إلى مدن إقامتهم. كما تلقى سائقو سيارات الأجرة الكبيرة، الناشطة على الخط الرابط بين طنجة والفنيدق، تحذيرات صارمة من السلطات لتفادي نقل المهاجرين، ما زاد من تعقيد محاولات هؤلاء الوصول إلى وجهتهم.
من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة للجريدة أن مصالح الأمن بمدينة طنجة شنت حملة واسعة ضد ناقلي المهاجرين عبر وسائل النقل غير القانونية، خاصة أولئك الذين يكترون سيارات لنقلهم مقابل مبالغ مالية مغرية. وقد أسفرت هذه العمليات عن توقيف عدد من المتورطين، الذين تم ضبطهم في حالات تلبس، ويُتابعون بتهم تتعلق بالمساعدة على الهجرة غير الشرعية. وتزامناً مع هذه التحركات الأمنية، شهدت جماعة قروية بإقليم الفحص أنجرة حادثة سير مروعة أصيب فيها عدد من المهاجرين، بعدما فر السائق تاركاً السيارة التي تبيّن لاحقاً أنها مستأجرة من وكالة بمدينة البوغاز، ما استدعى استدعاء مدير الوكالة للتحقيق في ملابسات الحادث.
22/07/2025
