مع بداية موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، عادت أسراب البعوض والحشرات بأنواعها المختلفة لتطارد سكان وزوار العاصمة الرباط، لا سيما في الأحياء الساحلية التي شهدت انتشارًا غير مسبوق لهذه الكائنات المزعجة. تحولت لحظات الاسترخاء والراحة إلى تجارب مزعجة ومقلقة، حيث تهاجم الحشرات المارة بشكل مكثف، وتتسلل إلى داخل المنازل، ما أدى إلى استياء واسع بين المواطنين الذين عبروا عن قلقهم عبر منصات التواصل الاجتماعي بسبب تأثير هذا الانتشار على سلامتهم وجودة حياتهم، وسط غياب واضح لأي تحرك وقائي من الجهات المعنية.
في تصريح لجريدة “كواليس الريف”، أوضح المستشار الجماعي عن فدرالية اليسار الديمقراطي فاروق المهداوي أن التوسع في المساحات الخضراء الشاسعة بالعاصمة، إلى جانب وجود مناطق فارغة في أماكن الهدم مثل حي المحيط، والأشغال العمومية، وسقي المناطق بالمياه العادمة غير الصالحة، تساهم بشكل كبير في تفاقم هذه الظاهرة. وأضاف أن مجلس جماعة الرباط، المسؤول عن حفظ الصحة العامة، اكتفى بحملة واحدة لمواجهة انتشار الحشرات نهاية الربيع وطوال الصيف، مما يعكس، حسبه، تجاهلًا للوضعية المتدهورة التي تعيشها العاصمة، خصوصًا في ظل الصراعات السياسية التي تعيق اتخاذ الإجراءات الفعالة.
المهداوي شدد على أن الوضع يتطلب تدخلاً يوميًا ومكثفًا في مختلف الأحياء، لا سيما الواجهة البحرية التي تمثل متنفسًا رئيسيًا لسكان الرباط وزوارها خلال الصيف، والتي تشهد وضعًا “يُرثى له” جراء تكاثر الحشرات. مطالبًا المجلس بالعمل بشكل عاجل ومنهجي لوضع حد لمعاناة السكان، ودمج محاربة هذه الظاهرة ضمن أولويات التدبير الترابي، حفاظًا على راحة وسلامة المواطنين.
22/07/2025
