رغم القرارات الرسمية القاضية بمنع استخلاص رسوم وقوف السيارات على طول كورنيش الريفيين، التابع ترابياً لجماعة الفنيدق، عادت مظاهر الفوضى لتخيم على المكان من جديد، بعد أن عمدت عناصر محسوبة على الشركة المكلفة سابقاً بالتدبير إلى إعادة بسط سيطرتها، مستعينة بأشخاص يوصفون بـ”البلطجية” و”الفراقشية”، وسط صمت مريب من قبل السلطات والجماعة المحلية. ويأتي هذا السلوك تكراراً لما شهده الكورنيش خلال الموسم الصيفي الماضي، حين استولى أشخاص على مداخيله بطرق غير قانونية دون تدخل يذكر.
وقد عاينت “كواليس الريف” استمرار فرض إتاوة مالية على زوار الكورنيش، وصلت إلى 10 دراهم مقابل التوقف المؤقت، وذلك بالرغم من اللوحات المعدنية التي نصبتها الجماعة والتي تشير إلى أن الوقوف مجاني. هذا التناقض الواضح بين القرار المعلن والممارسات الميدانية، أثار حفيظة المصطافين والمواطنين، الذين عبروا عن استيائهم من ما وصفوه بـ”الابتزاز المكشوف”، في ظل غياب أي تدخل فعّال لوقف هذه التجاوزات التي تتم بشكل يومي وتحت أنظار المسؤولين.
عدد من الفاعلين المحليين والمواطنين اعتبروا استمرار هذه الظاهرة شكلاً من أشكال اختلاس المال العام، موجّهين أصابع الاتهام إلى الجماعة بالتقاعس وتبديد موارد عمومية، مقابل صمت السلطات. وأمام تفاقم هذه التجاوزات، تعالت الدعوات إلى عامل إقليم المضيق الفنيدق للتدخل العاجل لوضع حد لما وصف بـ”المهزلة”، عبر اتخاذ إجراءات قانونية صارمة في حق المتورطين، سواء من الشركة المعنية أو من داخل الجماعة، حمايةً للملك العمومي وصوناً لكرامة المواطنين.
22/07/2025