طالبت أكثر من 100 منظمة إنسانية دولية، في بيان مشترك، الحكومة الإسرائيلية بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، والسماح الفوري بدخول المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والإمدادات الطبية، إلى جانب الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وأشارت المنظمات إلى أن الوضع الإنساني في القطاع بلغ مرحلة الانهيار التام، محذّرة من أن فرق الإغاثة أصبحت تشاهد زملاءها ينهارون ويموتون أمام أعينهم وسط عجز شامل عن التدخل.
وجاء في البيان أن عمال الإغاثة أنفسهم باتوا يصطفون في طوابير الطعام، متعرضين لخطر إطلاق النار، من أجل تأمين لقمة العيش لعائلاتهم. وبينما تتهم إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات ومنع وصولها إلى مستحقيها، ترد الحركة بالنفي، وتؤكد منظمات أممية أن العقبة الحقيقية تكمن في رفض القوات الإسرائيلية السماح بدخول الإمدادات، رغم وجود كميات كبيرة منها على المعابر بانتظار الضوء الأخضر. وقد وجّهت المنظمات انتقادات شديدة إلى “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من تل أبيب وواشنطن، مشيرة إلى استمرار إطلاق النار في محيط مراكز توزيع الغذاء بشكل شبه يومي.
وكانت غزة، قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، تعتمد بشكل كبير على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية، غير أن الوضع ازداد سوءًا مع تفاقم الحصار والتضييق الميداني. ووفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فقد قُتل ما لا يقل عن 875 شخصًا أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام، أغلبهم سقطوا قرب نقاط تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني. وفيما يعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق “طلقات تحذيرية” في بعض الحالات، ينفي مسؤوليته عن عدد كبير من الوفيات، متحدثًا عن “إعادة تنظيم” لمسارات الإغاثة دون أن يوقف ذلك مسلسل سقوط الضحايا. واختتمت الوكالات الإنسانية بيانها بالتأكيد أن فشل الاستجابة الإنسانية لم يكن نتيجة تقصير داخلي، بل نتيجة منع متعمد من الوصول إلى المحتاجين، بمن فيهم الفرق الإنسانية نفسها التي أصبحت مهددة بالجوع والموت.
23/07/2025