إقليم خريبكة: أزمة عطش تضرب دواوير البراكسة وسط استنزاف ممنهج لمنبع “عين تنتكرت” وصمت إداري مقلق

تشهد جماعة البراكسة التابعة لدائرة وادي زم بإقليم خريبكة أزمة مائية خانقة تفاقمت بشكل مقلق في الآونة الأخيرة، نتيجة استنزاف متواصل لمنبع “عين تنتكرت”، الذي يعد الشريان الحيوي لتزويد عدد من الدواوير المجاورة، مثل أولاد موسى وأولاد علي، بمياه الشرب. ورغم قرب هذا المنبع من مساكن السكان، فقد وجدوا أنفسهم مرغمين على انتظار صهاريج متنقلة أو اللجوء إلى مصادر بعيدة لتأمين حاجاتهم الأساسية من الماء، وسط ظروف بيئية متدهورة وتراجع حاد في المياه الجوفية.

وتعود جذور الأزمة، بحسب وثائق حصلت عليها “كواليس الريف”، إلى استغلال غير قانوني للملك العمومي المائي من طرف أحد الأشخاص، الذي حفر بئرًا منذ سنة 2014 دون ترخيص، لا يبعد سوى 100 متر عن منبع العين، ما تسبب في تراجع منسوب المياه وجفافه خلال فترات متكررة. ورغم صدور قرار رسمي سنة 2013 بسحب رخصة الحفر، وتوصيات صريحة في اجتماع رسمي عام 2020 بوقف الضخ، إلا أن هذه القرارات ظلت حبيسة الأدراج دون تنفيذ فعلي، ما دفع السكان للتساؤل حول خلفيات هذا التجاهل، الذي وصفوه بـ”غير المفهوم”.

ورجّحت الساكنة، في تصريحاتها المتطابقة، أن النفوذ الذي يتمتع به الشخص المستغل للبئر هو السبب الرئيس في استمرار هذا الوضع، بالرغم من وضوح التقارير التقنية وتعدد الشكايات الموجهة إلى المسؤولين محليًا وإقليميًا. وطالبت بفتح تحقيق شفاف في ملابسات هذا الملف، وتفعيل قرارات وقف الاستغلال، داعية عامل إقليم خريبكة إلى التدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من منبع “عين تنتكرت”، ووقف ما وصفوه بـ”العبث بثرواتهم الطبيعية في زمن الجفاف والعطش”.