الدار البيضاء: توتر سياسي غير مسبوق يهز مجلس مقاطعة عين الشق

تعيش مقاطعة عين الشق بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء على وقع أزمة سياسية متصاعدة، وسط اتهامات متبادلة بين مكونات الأغلبية داخل مجلس المقاطعة. فقد خرج عدد من الأعضاء بتصريحات نارية يتهمون فيها رئيس المجلس، شفيق إبن كيران، بخرق ميثاق التحالف وانتهاج سياسة الإقصاء والانفراد في اتخاذ القرارات، ما أثار استياء واسعا داخل صفوف المنتخبين، وعمّق الهوة بين الشركاء السياسيين الذين شكلوا المكتب المسير الحالي.

وفي تصريحات متفرقة  عبّر نواب الرئيس عن امتعاضهم مما وصفوه بـ”الانحراف عن مبادئ التدبير التشاركي”، معتبرين أن رئيس المقاطعة عمد منذ توليه المنصب إلى تهميش مكونات المجلس، وتوزيع التفويضات بشكل انتقائي يخدم مصالح ضيقة، دون أدنى اعتبار لروح التوافق التي أفرزت التحالف السياسي. ولفت نائب الرئيس محمد مفتاح إلى أن التدبير الأحادي أضحى قاعدة، مضيفًا أن بعض المشاريع التي يتم الترويج لها باسم المكتب الحالي ليست سوى تكرار مفضوح لمبادرات سابقة، في مسعى لتضليل الرأي العام وتحقيق مكاسب انتخابية مسبقة.

وتفاقم الوضع، بحسب المتحدثين، مع خروج رئيس المقاطعة رفقة مناضلين من حزبه في أنشطة غير مؤطرة قانونيا، لتقديم وعود باسم الساكنة خارج أي مسار مؤسساتي، مما دفع الغاضبين إلى دق ناقوس الخطر إزاء ما سموه “الانفلات في تدبير الشأن المحلي”. وأكد مفتاح أن فريقه السياسي قرر كسر صمت المرحلة السابقة، بعد أن استنفد كل وسائل ضبط النفس، مشددًا على أن خدمة المواطنين يجب أن ترتكز على الصدق والوضوح، لا على الشعارات الجوفاء والمزايدات السياسية، داعيًا إلى إعادة الاعتبار للشفافية والتوازن داخل المجلس.