شهدت دمشق، الأربعاء، توقيع سلسلة اتفاقيات استثمارية ضخمة بين السعودية وسوريا، تجاوزت قيمتها خمسة مليارات دولار، في خطوة تعكس الدعم السعودي المكثف لمساعي دمشق نحو التعافي الاقتصادي بعد سنوات من النزاع. وقد ترأس وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح وفداً يضم أكثر من 150 ممثلاً من القطاعين الحكومي والخاص، بهدف بحث فرص الشراكة الاستثمارية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خلال منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025.
وأعلنت وزارة الاستثمار السعودية عن توقيع 38 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات استراتيجية متنوعة تشمل العقارات والبنية التحتية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والنقل والخدمات اللوجستية والصناعة والسياحة والطاقة والرعاية الصحية والموارد البشرية والخدمات المالية، بإجمالي استثمارات تقدر بـ19 مليار ريال سعودي (نحو 5.07 مليار دولار). ومن بين المشاريع المعلنة إطلاق مصنع فيحاء للإسمنت الأبيض في مدينة عدرا الصناعية قرب دمشق، في مؤشر على اهتمام المستثمرين السعوديين بالقطاعات الصناعية الحيوية.
تأتي هذه الاتفاقيات في ظل تحولات دبلوماسية ملحوظة، حيث تعتبر السعودية داعماً رئيسياً للحكومة السورية الجديدة التي خلفت حكم بشار الأسد بعد 14 عاماً من الصراع. وقد شهدت العلاقة تطورات مهمة، منها زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى الرياض، واجتماعه بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي رفع العقوبات عن دمشق في يونيو. كما أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، خلال زيارة إلى سوريا، التزام بلاده بأن تكون في طليعة الدول التي تدعم إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي لسوريا، مما يعكس تحركاً عربياً واضحاً لإعادة سوريا إلى خارطة الاستقرار والتنمية.
23/07/2025
