سلطت مجلة “جون أفريك” الفرنسية الضوء على التحول الاقتصادي والاجتماعي الجذري الذي تشهده منطقة باب برد بالريف، التي كانت مرتبطة تاريخيًا بزراعة القنب غير المشروعة، لتتحول اليوم إلى منصة مبتكرة تعتمد تقنين القنب الهندي وتحويله إلى منتجات طبية وصناعية ذات جودة عالية. ووصف التقرير هذه التجربة بأنها تجسيد حي لتحويل إرث مهمش إلى قوة دافعة للاقتصاد الوطني، متوجًا بإنجازات وطنية وعالمية تضع المغرب على خارطة الابتكار في هذا المجال.
حكى التقرير قصة النجاح الملهمة لعزيز مخلوف، مؤسس تعاونية “بيوكنات”، الذي استطاع، بفضل خلفيته الأكاديمية وخبرته المهنية، أن يتجاوز إرث الزراعة التقليدية غير القانونية لوالده، ويؤسس كيانًا رائدًا حصل على أول ترخيص وطني لتحويل القنب القانوني. ومنذ انطلاق العمل في يناير 2024، تمكنت التعاونية من تحقيق رقم معاملات يقارب مليوني درهم، وتصدير منتجاتها إلى أسواق دولية مشددة على الجودة مثل سويسرا وجنوب إفريقيا وأستراليا. ويبرز التقرير دقة العمليات الإنتاجية داخل منشأة “بيوكنات” التي تتبع معايير دولية صارمة، مع اعتماد فلسفة “صفر نفايات” التي تستغل كل جزء من نبتة القنب، من استخلاص الكانابيديول النقي إلى إنتاج شاي الأعشاب والزيوت ومواد البناء، بالإضافة إلى تطوير منتجات غذائية مبتكرة.
كما أبرز التقرير الأثر الاجتماعي والاقتصادي الكبير لهذا المشروع في باب برد، حيث ارتفع عدد المزارعين المتعاقدين مع التعاونية من خمسة فقط عام 2023 إلى حوالي 200 في 2025، فيما تجاوز عدد المنخرطين في الزراعة القانونية بالمنطقة 3000 فلاح، ما يعكس ثقة متزايدة في المسار الجديد. وأعرب مخلوف عن تفاؤله بقدرة المغرب، من خلال انخراط جميع المناطق المرخصة، على تلبية الطلب العالمي المتزايد. وخلص التقرير إلى أن هذا التحول غير المسبوق لم يكن ليحدث دون وجود إطار قانوني وتنظيمي واضح، ودعم مؤسسات الدولة مثل الوكالة الوطنية لتقنين القنب والمكتب الوطني للسلامة الصحية، ما حوّل منطقة كانت مهمشة إلى مركز إنتاج متكامل يخلق فرص عمل ويساهم في بناء اقتصاد مستدام ومبتكر.
23/07/2025