تتواصل الهزات العنيفة داخل الأجهزة الأمنية الجزائرية، على وقع صراعات خفية بين كبار الجنرالات، حيث كشفت صحيفة “ألجيريا تايمز” عن إيداع الجنرال عبد القادر حداد، المعروف بلقب “ناصر الجن”، السجن بعد أسابيع قليلة من إعفائه من منصبه كمدير عام للأمن الداخلي، أحد أكثر المواقع حساسية وتأثيراً ضمن تركيبة النظام الأمني الجزائري. هذه الخطوة تأتي لتُعمق من حالة الارتباك التي تطبع المشهد العسكري منذ سنوات، وتكشف عن حرب مصالح متصاعدة بين أجنحة السلطة الفعلية في البلاد.
وبحسب ذات المصدر، فإن “ناصر الجن” كان أحد أبرز الوجوه الأمنية خلال فترة العشرية السوداء، حيث أشرف على ملفات شائكة مرتبطة بملاحقة الجماعات المسلحة، وتورط في عمليات تصفية وتعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون، ما جعله رمزاً للقبضة الحديدية التي ميزت تلك المرحلة الدامية من تاريخ الجزائر. ورغم إحالته على التقاعد برتبة عقيد، فقد غادر البلاد إلى إسبانيا خلال فترة حكم قايد صالح، على غرار وزير الدفاع الأسبق خالد نزار، قبل أن يعود مجدداً إلى الجزائر بعد وفاة قائد الأركان أواخر سنة 2019، مستفيداً من التحولات التي أعادت توزيع مراكز النفوذ داخل النظام.
وتعيد هذه القضية إلى الأذهان حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت، قبل سنتين، حوالي 25 جنرالا ولواءً، إضافة إلى عدد من الضباط برتبة عقيد، جرى توقيفهم عشية عيد الأضحى، وتم الزج بهم في السجن العسكري. وتُبرز هذه التطورات حجم التصدع داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية، التي تشهد صراعات خفية بين أجنحتها المتنازعة على السلطة والنفوذ، في ظل غياب رؤية موحدة واستمرار منطق التصفيات الداخلية.
23/07/2025