تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية والكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، يونس سراج، التُقطت أثناء زيارته الرسمية إلى الصين، وتحديداً خلال مشاركته في المنتدى الاستراتيجي للابتكار وريادة الأعمال للشباب الصيني الأفريقي المنعقد بمدينة تشانغشا. وتظهر الصورة سراج واقفاً أمام خريطة شاملة للمغرب بوحدته الترابية، بما في ذلك أقاليمه الجنوبية، داخل إحدى المؤسسات الحكومية الصينية، في مشهد يحمل في طياته دلالات سياسية عميقة ورسائل رمزية قوية.
أهمية هذه الصورة تتجلى في توقيتها ومكان التقاطها، حيث تأتي في سياق علاقات مغربية صينية تعرف زخماً متزايداً، وتُبرز في الآن ذاته ما يمكن اعتباره موقفاً ضمنياً من بكين تجاه قضية الصحراء المغربية. فالصين، التي تُعرف بتشددها في الدفاع عن وحدة أراضيها، تُظهر من خلال هذا المشهد حرصها على تطبيق ذات المبدأ في علاقاتها مع شركائها الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم المغرب، ما يفتح الباب أمام قراءات سياسية جديدة حول مدى استعداد بكين للذهاب أبعد في دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي.
وتأتي هذه الإشارة في أعقاب تصويت الصين لصالح القرار الأممي 2756 المتعلق بالصحراء، ما يعزز الانطباع بوجود تحول تدريجي في موقفها نحو مقاربة أكثر وضوحاً في دعم المقترح المغربي كحل واقعي للنزاع الإقليمي الذي طال أمده. الصورة الملتقطة في عمق مؤسسة رسمية صينية تُعد بمثابة تعبير غير مباشر عن إرادة تعزيز الشراكة مع الرباط، وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار الثوابت الوطنية للمملكة، وفي صدارتها قضية الوحدة الترابية.
23/07/2025