في سياق احتفالات الشعب المغربي بذكرى عيد العرش، أشاد النائب الأرجنتيني خورخي إنريكيز بالتحول العميق الذي شهده المغرب خلال عهد جلالة الملك محمد السادس، واصفًا إياه بـ”التحوّل الهائل”، ومشدّدًا على أن هذا المسار غير المسبوق ما كان ليتحقق لولا الرؤية الملكية الثاقبة والحكيمة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء من بوينوس آيرس، ثمّن البرلماني الأرجنتيني المسار الدبلوماسي للمملكة، القائم على البراغماتية والتوازن والانفتاح الرصين، ما جعل من المغرب قوة إقليمية مؤثرة وفاعلًا استراتيجيًا يحظى بالاحترام على الساحتين الإفريقية والدولية.
وأشار إلى أن السياسة الخارجية المغربية بقيادة جلالة الملك، قد تميّزت بتنوع الشراكات، وتقديم نموذج الإسلام الوسطي، والانخراط الذكي في الفضاءات متعددة الأطراف، مما جعل صوت المغرب يُصغى إليه في مختلف المحافل الدولية.
وأبرز إنريكيز بعض المحطات المفصلية التي تعكس نجاح هذا النهج، من بينها عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، والاعتراف الدولي المتزايد بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، باعتبارها الإطار الأنسب والأنجع لتسوية هذا النزاع المفتعل.
كما استحضر العلاقات الثنائية بين المغرب والأرجنتين، والتي تعود إلى سنة 1960، مشيدًا بتطورها في مجالات الفلاحة والتعليم والثقافة، ومؤكدًا أن المرحلة المقبلة حبلى بفرص تعاون واعدة بفضل الدينامية التي يشهدها المغرب.
وعن النموذج التنموي المغربي، أكد إنريكيز أن المملكة خطت خطوات عملاقة جعلتها في مصاف الدول الصاعدة، مستعرضًا أوراشًا كبرى أصبحت رموزًا لتحول اقتصادي حقيقي:
-ميناء طنجة المتوسط، المنصة اللوجستية الإفريقية بامتياز؛
-القطار فائق السرعة “البُراق”، مفخرة القارة؛
-محطة “نور” للطاقة الشمسية بورزازات، مرجع عالمي في الطاقات المتجددة؛
-شبكات الطرق والمطارات، التي تعزز الربط الداخلي والانفتاح الخارجي؛
-المناطق الصناعية الموجهة لصناعات السيارات والطيران، والتي تُعزز مكانة المغرب كوجهة صناعية ذات قيمة مضافة.
وفي الجانب الاجتماعي، نوه النائب الأرجنتيني بما حققه المغرب في مجال تمكين المرأة، معتبرًا أن المملكة اختارت مقاربة تراكمية وفعالة في تعزيز أدوار النساء داخل المؤسسات والمجتمع.
في زمن تعصف فيه الأزمات بالعديد من البلدان، يظهر المغرب كحالة استثنائية في محيطه، بفضل قيادة ملكية تمزج بين الحزم والتبصر، وبين الوفاء للثوابت والانفتاح على العالم.
إن شهادة نائب أرجنتيني لا تعكس فقط احترامًا خارجيًا متزايدًا، بل تعيد التذكير بأن الرهان على الاستقرار، والتنمية، والدبلوماسية الهادئة هو خيار استراتيجي اختاره المغرب مبكرًا… وقاده بحكمة ملكٍ يدير البلاد برؤية بعيدة المدى وهدوء واثق.
وإذا كانت الأمم تُقاس بقادتها، فإن المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس أثبت أن السيادة لا تعني الانغلاق، وأن التقدم لا يعني القطيعة مع الأصالة، وأن البناء لا يكون إلا على أساس متين من الحكمة، والرؤية، والعمل. “التحوّل المغربي ليس صدفة، بل هو ثمرة تخطيط وقيادة… وفوق كل شيء، ثمرة حكمة ملك يؤمن بأن قوة الدولة في استقرارها، واحترامها، واستباقها للمستقبل.” .
23/07/2025