نشر الأزهر الشريف بمصر، أمس الأربعاء، بيانًا أدان فيه حرب الإبادة والتجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصَر، لكنه حذفه بعد دقائق من نشره على صفحته بـ”فيسبوك”، وهو ما أثار موجة غضب وانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
البيان الذي لم يصمد سوى دقائق معدودة ثم اختفى من صفحة الأزهر، لم تُصدر بشأنه مشيخة الأزهر، إلى حدود مساء اليوم 25 يوليوز، أي بيان توضيحي بشأن حذفه، في حين تداوله ناشطون على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيدين بمضامينه، ومستنكرين حذفه.
وتناسلَت العديد من التدوينات بشأن حذف البيان، بحيث اعتبر ناشطون أن حذفه خلال دقائق يعني “طمسًا متعمدًا” لصوت الضمير، ورأى آخرون أن الحذف بهذه السرعة يؤشر على أن الأزهر الشريف لم يعد مؤسسة مستقلة.
وجاء في البيان المحذوف أن الأزهر يطلق “صرخته الحزينة ونداءه العالمي المكلوم، الذي يستصرخ به أصحاب الضمائر الحية من أحرار العالم وعقلائه وحكمائه وشرفائه، ممن لا يزالون يتألمون من وخز الضمير، ويؤمنون بحرمة المسؤولية الإنسانية، وبحقوق المستضعفين والمغلوبين على أمرهم، وعلى أبسط حقوقهم في المساواة بغيرهم من بني الإنسان في حياة آمنة وعيش كريم، من أجل تحرك عاجل وفوري لإنقاذ أهل غزة من هذه المجاعة القاتلة، التي يفرضها الاحتلال بقوة ووحشية ولا مبالاة لم يعرف التاريخ لها مثيلًا من قبل، ونظنه لن يعرف لها شبيهًا في مستقبل الأيام”.
وأعلن الأزهر عبر البيان “أن الضمير الإنساني اليوم يقف على المحك، وهو يرى آلاف الأطفال والأبرياء يُقتلون بدم بارد، وأن من ينجو منهم من القتل يلقى حتفه بسبب الجوع والعطش والجفاف، ونفاد الدواء، وتوقف المراكز الطبية عن إنقاذهم من موت محقَّق”.
كما أكد الأزهر خلال بيانه أن “ما يمارسه هذا الاحتلال البغيض من تجويع قاتل ومتعمد لأهل غزة المسالمين، وهم يبحثون عن كسرة من الخبز الفتات، أو كوب من الماء، ويستهدف بالرصاص الحي مواقع إيواء النازحين، ومراكز توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية، لهو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان”.
وأشار البيان إلى أن “من يمد هذا الكيان بالسلاح، أو يشجعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريك له في هذه الإبادة، وسوف يحاسبهم الحَكَم العدل، والمنتقم الجبار، يوم لا ينفع مال ولا بنون، وعلى هؤلاء الذين يساندونهم أن يتذكروا جيدًا الحكمة الخالدة التي تقول: أُكِلنا يوم أُكِل الثور الأبيض”.
وتابع أن “الأزهر الشريف، وهو يغالب أحزانه وآلامه، ليستصرخ القوى الفاعلة والمؤثرة أن تبذل أقصى ما تستطيع لصد هذا الكيان الوحشي، وإرغامه على وقف عمليات القتل الممنهجة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل فوري، وفتح كل الطرق لعلاج المرضى والمصابين الذين تفاقمت حالتهم الصحية نتيجة استهداف الاحتلال للمستشفيات والمرافق الطبية، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية”.
24/07/2025