kawalisrif@hotmail.com

صوت يهود مغاربة ضد الاحتلال.. حين تصطفّ الذاكرة مع الحق الفلسطيني

صوت يهود مغاربة ضد الاحتلال.. حين تصطفّ الذاكرة مع الحق الفلسطيني

ترسخت لدى فئات واسعة من المجتمع المغربي، مواقف مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، لا تقتصر فقط على بعد التضامن الإنساني أو البعد الثقافي والديني، بل تنبع أيضًا من ارتباط ديموغرافي عميق، إذ يشكّل اليهود المغاربة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي المعاصر، نتيجة هجرة واسعة نظمتها الحركة الصهيونية، بدعم من قوى استعمارية، إلى أرض فلسطين. هذا السياق التاريخي لا يزال يلقي بظلاله على الحاضر المغربي، حيث يحتفظ كثير من المغاربة، مسلمين ويهودا، برؤية مشتركة تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني، وهو ما انعكس في مواقف عدد من الشخصيات البارزة التي ولدت لعائلات يهودية مغربية، وعبرت بقوة عن رفضها للانتهاكات الإسرائيلية باسم الدين أو القومية.

في مقدمة هذه الأصوات، جاء موقف علي بوعبيد، نجل الزعيم اليساري الراحل عبد الرحيم بوعبيد، الذي انتقد في مقال بعنوان “استحالة اللعبة المزدوجة: حب المغرب والصمت حول غزة” صمت بعض ممثلي الطائفة اليهودية المغربية، وخصوصًا جاكي كادوش، إزاء المجازر في فلسطين، معتبرا أن التعايش الحقيقي لا يمكن أن يكون مبررا للتغاضي عن الإبادة. الموقف نفسه ردده الوزير الأسبق والكاتب محمد الأشعري، الذي خاطب يهود المغرب داعيا إياهم إلى الخروج من دائرة الصمت، والتعبير عن تضامنهم مع شعب يُذبح أمام أعين العالم، مؤكدا أن المواطن المغربي، أيًّا كانت ديانته، ملزم بمناصرة الحق في وجه الظلم.

المواقف الرافضة للعدوان الإسرائيلي لم تكن طارئة، بل استمرت لعقود، جسّدها مناضلون يهود مغاربة كأبراهام السرفاتي، وشمعون ليفي، وإدمون عمران المليح، الذين ناضلوا في صفوف الحركات التقدمية، رافضين ربط اليهودية بالصهيونية. هؤلاء اعتبروا أن ما جرى من تهجير قسري لليهود المغاربة نحو فلسطين المحتلة كان مأساة إنسانية وسياسية، أدت إلى تمزيق النسيج المجتمعي المغربي، وإقحام مواطنين في مشروع استيطاني استعماري عنصري. صوتهم لا يزال حيا اليوم في أعمال وثائقية وفعاليات ثقافية، وفي كلمات من تبقى من أمثالهم، مثل سيون أسيدون، الذي يجسد بشجاعة نادرة موقفًا مغربيًا أصيلا، لا تزعزعه التحولات السياسية، عنوانه: “من المغرب، لا بصمتنا، لا باسمنا، يُرتكب الظلم في فلسطين”.

24/07/2025

Related Posts