محاكمة “إسكوبار الصحراء” تكشف تناقضات الشهود وتضع شخصيات بارزة في قلب العاصفة القضائية

تواصلت، ظهر الخميس، أمام غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، فصول محاكمة ما بات يُعرف إعلامياً بـ”إسكوبار الصحراء”، الذي يواجه تهماً ثقيلة إلى جانب أسماء سياسية ورياضية وازنة، من أبرزها الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي سعيد الناصري، والرئيس السابق لجهة الشرق عبد النبي بعيوي. الجلسة الأخيرة شهدت لحظات مشحونة إثر تقديم شهادة محورية، طعن دفاع الناصري في مصداقيتها مستنداً إلى وجود تباينات واضحة بين أقوال الشاهد أمام الضابطة القضائية، قاضي التحقيق، وتصريحاته الراهنة أمام المحكمة.

وأكد الدفاع، ممثلاً بالمحامي محمد المسعودي، أن التناقض في أقوال الشاهد توفيق.ز يُضعف حجية تصريحاته، خاصة أنه اعترف بتغيير أقواله مع الإصرار على أن ما يقوله الآن “هو الحقيقة”. وتطرقت المناقشات إلى عدد السيارات المثارة في الملف، حيث تم تسجيل تضارب بين الرقم المُصرّح به سابقاً (70) وما أكده الشاهد لاحقاً (61)، وهو ما كانت المحكمة قد حسمت فيه بجلسة سابقة. كما اعترف الشاهد بأنه كان يتولى دفع فواتير الماء والكهرباء الخاصة بفيلا فاخرة في منطقة كاليفورنيا، مسجلة باسم سيدة تدعى سامية، نافياً ملكية “لمير بلقاسم” لها، خلافاً لتصريحاته السابقة أثناء التحقيق التمهيدي.

وتعمق الجدل بعد حديث الشاهد عن سيارات من نوع “هيونداي” كانت مودعة في مستودع يعود لشخص يُعرف بلقب “المالي”، مشيراً في الآن ذاته إلى جهله بتفاصيل عقود شقق السعيدية التي أثارت لغطاً في القضية. وأضاف أن الشقق المسماة بـ”شقق الخمسة” لم تكن بعد مشيدة في 2013، بحسب ما ورد في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وأوضح كذلك وجود تعديلات طرأت على فيلا كاليفورنيا، مؤكداً أن سائق “الحاج بن إبراهيم” لا يزال يحتفظ بصورها الأصلية قبل هذه التغييرات. كما كشف عن إشرافه على نقل 11 سيارة جميعها تحمل الترقيم المؤقت “WW”، وتحدث عن لقاء سابق جمعه بصاحب محطة وقود بمنطقة بريشة يدعى عبد الواحد الغزاوي، في تفاصيل تعكس تعقيد الملف وتشعب خيوطه.