ملعب برنابيو يفقد بريق الحفلات لصالح ميتروبوليتانو بسبب غضب السكان وخسائر بالملايين

تحوّل حلم ريال مدريد بتحويل ملعب سانتياغو برنابيو إلى مركز جذب للحفلات الموسيقية الكبرى إلى كابوس مالي وسمعي، بعدما تسببت احتجاجات سكان الأحياء المجاورة في تعطيل هذا المشروع الطموح، لتكون الغنيمة من نصيب غريمه التقليدي أتلتيكو مدريد وملعبه ميتروبوليتانو. فقد خضع برنابيو لأعمال تجديد واسعة بين 2019 و2024 بلغت تكلفتها 1.1 مليار يورو، وشملت إنشاء سقف متحرك وواجهة حديثة ومدرجات متطورة، بهدف جعله فضاءً متعدد الاستخدامات، لكنه اصطدم بسيل من الشكاوى بسبب الضجيج الناتج عن الحفلات الصيفية.

وأمام هذا الوضع القانوني المعقد، اضطرت إدارة ريال مدريد لتعليق تنظيم أي نشاط فني في الملعب، ما سمح لملعب ميتروبوليتانو، البعيد عن الأحياء السكنية، باستضافة حفلات كبار الفنانين الإسبان والعالميين، بينهم باد باني الذي اختار إقامة عشر حفلات هناك في 2025، ضارباً آمال ريال مدريد في الصميم. ورغم تطمينات الرئيس بيريس بأن هذه الحفلات لا تمثل سوى 1% من مداخيل النادي، إلا أن خبراء يرون أن خسارة هذه العروض تمثل ضربة موجعة على مستوى الصورة والعائدات، خصوصاً أن النادي كان يطمح لجني 100 مليون يورو سنوياً من هذه الفعاليات.

من جانب آخر، يُجمع الخبراء في الهندسة الصوتية على أن سقف برنابيو القابل للطي لا يوفر العزل الكافي للضجيج، ما يعقّد أي محاولة لحل الأزمة دون استثمارات إضافية ضخمة. وأكد رواد الحفلات الموسيقية هذه الفجوة، حيث وصفوا التجربة الصوتية في برنابيو بالسيئة مقارنة بالأجواء الممتازة التي يوفرها ميتروبوليتانو. وبينما يتفاخر مشجعو أتلتيكو بهذا المكسب الثقافي، يجد ريال مدريد نفسه مضطراً لإعادة حساباته في كيفية استثمار معلمه الجديد دون إثارة سخط جيرانه أو تعريض سمعته للخطر.