kawalisrif@hotmail.com

500 عامل بشركة للنسيج في مكناس يواجهون التشريد بعد أربعين سنة من العمل ويعتصمون في العراء لسنة كاملة

500 عامل بشركة للنسيج في مكناس يواجهون التشريد بعد أربعين سنة من العمل ويعتصمون في العراء لسنة كاملة

وسط قلب مدينة مكناس، وتحت لفحات حرّ الصيف وقسوة برد الشتاء، قضى أزيد من 500 عامل وعاملة سنة كاملة في اعتصام مفتوح في الهواء الطلق، بعدما افترشوا الكرتون وأقاموا خياماً بلاستيكية، احتجاجاً على تصفية شركة “سيكوميك” للنسيج، التي اشتغلوا فيها لعقود دون تمكينهم من مستحقاتهم القانونية، ولا تأمينهم الصحي، ولا حتى تعويضهم عن فقدان الشغل منذ سنة 2021. المعتصمون، الذين يرابطون على بعد أمتار من بلدية المدينة ومحكمتها، يرفضون إنهاء احتجاجهم قبل تحقيق مطالبهم، رغم توقيع اتفاقات رسمية ومحاضر موثقة بمشاركة وزراء وممثلي وزارات، ظلّت حبيسة الأدراج دون تنفيذ فعلي.

وتحظى هذه القضية بدعم واسع من أحزاب وجمعيات حقوقية، إذ عبّر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمكناس عن تضامنه المطلق مع العمال، مندداً باستمرار تجاهل الجهات المسؤولة لمطالبهم وتوقف الحوار معهم بشكل غير مبرر. كما تم تأسيس “لجنة الدعم والتضامن مع عاملات وعمال سيكوميك”، والتي تضم هيئات من بينها حزب التقدم والاشتراكية، الحزب الاشتراكي الموحد، حزب النهج الديمقراطي العمالي، وشبكة تقاطع للحقوق الشغلية، إلى جانب فعاليات حقوقية ومدنية. وقد نظّمت هذه اللجنة ندوة بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كشفت خلالها عن المعاناة اليومية التي يعيشها العمال منذ أزيد من 365 يوماً.

وفي شهادات مؤثرة، تحدث الكاتب النقابي لقطاع النسيج حسن الحسيني عن أزمات عميقة سببتها عملية الطرد، من انهيار أسر، وانقطاع أبنائهم عن الدراسة، وتدهور صحي ونفسي لعاملات أصبن بأمراض خطيرة، في مقابل استمرار الشركة في استثماراتها. كما ندد بالاعتداءات اليومية التي يتعرض لها المعتصمون، من تمزيق خيامهم إلى الاعتداء الجسدي والمعنوي، مشيراً إلى غياب تام لأي حماية اجتماعية، رغم المبادرات الملكية لبناء دولة اجتماعية عادلة. وتبقى مأساة “سيكوميك” إحدى أطول الأزمات الاجتماعية في مكناس، تعود جذورها إلى سنة 2012، ورغم التسهيلات التي قدمتها الجهات المحلية للشركة، وجد العمال أنفسهم محرومين من كل حقوقهم، ومجردين من كرامتهم، في انتظار تدخل عاجل يعيد لهم جزءاً من الاعتبار.

24/07/2025

Related Posts