في واحدة من العمليات التي تؤكد استمرار محاولات إدخال الثروات المهربة إلى المغرب عبر المنافذ الإسبانية، أحبطت عناصر الحرس المدني الإسباني بميناء الجزيرة الخضراء محاولة تهريب كمية مهمة من الذهب الخالص، كانت مخبأة بإحكام داخل أحذية رياضية يرتديها مسافران كانا يستعدان لركوب باخرة متجهة إلى مدينة طنجة.
وبحسب المعطيات الرسمية الصادرة عن السلطات الإسبانية، فقد جرت العملية خلال تفتيش روتيني ضمن الإجراءات المشددة في إطار ذروة “عملية مرحبا”، التي تشهد كل صيف عبور أعداد هائلة من مغاربة المهجر نحو أرض الوطن.
سلوك المسافرين المريب أثار شكوك عناصر الجمارك، مما دفعهم لإجراء تفتيش دقيق كشف عن صفائح ذهبية خبئت بعناية مهنية تحت نعال الأحذية، في محاولة فاشلة لتفادي المراقبة.
وقدّرت السلطات الإسبانية قيمة الذهب المحجوز بنحو 145 ألف يورو، واعتبرت العملية جزءًا من محاولات إدخال المعادن الثمينة بشكل غير مصرّح به إلى المغرب، ما استدعى فتح تحقيق رسمي وإحالة الملف على أنظار القضاء الإسباني.
وتسلط هذه الواقعة الضوء من جديد على الدور الغامض الذي باتت تلعبه بعض المنافذ الإسبانية والمحتلة—وعلى رأسها ميناء الجزيرة الخضراء، وباب مليلية، وباب سبتة—كبوابات تمرّ عبرها ثروات وأموال ومواد ثمينة نحو التراب المغربي، في ظل غياب رقابة مغربية مباشرة أو تنسيق إقليمي فعال.
واللافت أن عدداً من هذه المحاولات لا يُكشف إلا بوسائل بدائية كالملاحظة السلوكية أو التفتيش اليدوي، ما يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل حول عدد العمليات التي تمر دون أن تُرصد، والشبكات المستفيدة من هذا الاقتصاد الحدودي غير المهيكل.
25/07/2025