في عملية نوعية نفذتها المصالح الأمنية الإسبانية بمعبر تاراخال بسبتة المحتلة، أوقفت عناصر الشرطة الوطنية امرأتين تحملان كمية ضخمة من مخدر الحشيش قُدّرت بـ187 كيلوغرامًا، كانت مخبّأة بإحكام داخل مركبتهما القادمة من التراب المغربي.
العملية جرت في سياق تعزيز المراقبة الحدودية خلال فترة “عملية العبور” المعروفة بـ OPE، حيث قامت وحدة مكافحة شبكات الهجرة غير النظامية وتزوير الوثائق (UCRIF)، مدعومة بفرقة مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات (UDYCO)، بإخضاع المركبة لتفتيش دقيق عقب ملاحظة “مؤشرات مريبة”، استدعت الاستعانة بكلاب بوليسية مدرّبة، ما أسفر عن اكتشاف المخدرات.
وبحسب مصادر إسبانية، فإن المشتبه فيهما اعتُقلتا على الفور، وتم تقديمهما صباح اليوم أمام السلطات القضائية.
ليست هذه أول عملية تُحبط عند معبر طاراخال، الذي يُعتبر من بين أبرز النقاط التي تستغلها شبكات التهريب الدولية في تمرير المخدرات، خاصة من شمال المغرب نحو سبتة المحتلة ومنها إلى الضفة الأخرى عبر البحر.
وفي الاتجاه المعاكس، تحاول شبكات تهريب أخرى نقل أقراص مهلوسة ومخدر الكوكايين إلى الداخل المغربي، ما يجعل من هذا المعبر الحدودي بؤرة ساخنة لأنشطة محظورة تزداد كثافتها في موسم الصيف.
اللافت في هذه العملية هو تورط نساء في تهريب كميات كبيرة من الحشيش، ما يعكس تحوّل النساء إلى أدوات نشطة في شبكات التهريب، سواء بسبب استغلالهن من قبل المهربين أو انخراطهن المباشر في هذه الأنشطة، في ظاهرة بدأت تتكرّر بشكل مثير للقلق.
وبينما تُشدد السلطات الإسبانية إجراءاتها على معبر طاراخال، تبرز الحاجة إلى تكثيف التنسيق الأمني من الجانب المغربي، ليس فقط لضبط محاولات تهريب المخدرات، بل أيضًا لمواجهة محاولات تهريب الأقراص المهلوسة والكوكايين في الاتجاه المعاكس، في حرب متواصلة لا تعرف التراخي.
تأتي هذه العملية في سياق أشمل يشهد تصاعدًا في تهريب المواد المخدرة عبر الممرات الحدودية، وهو ما يضع السلطات المغربية والإسبانية أمام تحدٍّ مشترك يتطلب استراتيجيات أكثر صرامة وتنسيقًا فعّالًا.
25/07/2025