kawalisrif@hotmail.com

دعوها فأهانوها … مغربية من سبتة أرادت الدفاع عن نساء البوركيني في الشواطئ فتم قمعها في التلفزيون الاسباني

دعوها فأهانوها … مغربية من سبتة أرادت الدفاع عن نساء البوركيني في الشواطئ فتم قمعها في التلفزيون الاسباني

في برنامج “في فم الجميع” على قناة Cuatro، شاركت الناشطة الرقمية من سبتة، كاوزار مريبّت عبد السلام، المعروفة بـ«ريو بارايسو»، لتدافع عن حق النساء في ارتداء البوركيني. لكن يبدو أن تجربة المشاركة كانت أشبه بزيارة إلى سيرك، حيث كانت هي «البطة الغريبة» التي لا يسمع صوتها .

كاوزار، التي دُعيت قبل ساعة فقط من بدء الحلقة، كان عليها أن تكون صوتًا قويًا، لكنها تحولت إلى «زائرة غير مرغوب فيها» تُملى عليها متى تتحدث ومتى تصمت، أو بالأحرى متى «تُسمح لها بالكلام»!

تقول كاوزار ساخرة: «كان الأمر مهينًا منذ البداية، قبل حتى أن أبدأ. أحد أعضاء الفريق تصرف كأنه نجم في عرضٍ هزلي. بالكاد سمحوا لي بالكلام، لكن الحمد لله لديّ منصاتي الخاصة لأطلق صرختي.»

والقصة لا تنتهي هنا، فقد أُطلق عليها اسم «ماريا» أثناء الحلقة، وهو لقب اعتبرته إهانة صريحة، وكأنهم يقولون لها: «هذه ليست أنتِ، أنت مجرد زينة خلف الكواليس.» هذا ما يُسمى بـ«التمييز الدقيق» أو ميكروراسيزم، والذي رفضت أن تصمت أمامه.

كاوزار، برغم أنها لا تتجاوز التاسعة والعشرين، أثبتت أنها تمتلك «موهبة الكلام» وقدرة على التعبير دون تلعثم. كانت تأمل أن يكون البرنامج منصة حقيقية لتسليط الضوء على قضية البوركيني، التي طالما دافعت عنها عبر حساباتها.

لكن المفاجأة كانت أن أحدًا لم يخبرها بأنها ستُجرد من حقها في الكلام، وأنه إذا تكلمت، فسيتم الكلام فوق صوتها، وإذا ردت، فستُطرد من دائرة الاستماع.

الجدير بالذكر أن البوركيني، ذاك الزي الذي يغطي المرأة المسلمة بطريقة تحفظ كرامتها، يُرتدى في منتزه البحر الأبيض المتوسط في سبتة المحتلة، وبقية الشواطئ كأي لباس سباحة آخر. لكن في عالم البرامج التلفزيونية، أصبح مجرد موضوع للنكات والجدل الزائف.

حاولت كاوزار توضيح أن لباس المرأة المسلمة لا يُرتدى لإثارة الرجل أو كإعلان جنسي، بل هو تمييز هوويتها عن غيرها، لكنها لم تُمنح فرصة حتى لشرح ذلك. وحتى ملابس الرجال التي لها خصوصيتها لم يُسمح لها بالتطرق إليها. فكان تعبيرها الساخر عن هذا التجاهل بمثابة صفعة على وجه كل من لا يريد أن يسمع.

وهكذا، تحوّل البوركيني من لباس بسيط إلى سلاح إعلامي يُستغل لجذب المتفرجين عبر إثارة الجدل.

وفي نقد مباشر لبرنامج «في فم الجميع»، قالت كاوزار بوضوح: «إذا أردتم فتح نقاش حول موضوع يمس مجموعة، فعليكم أن تدعو ممثلين حقيقيين من تلك المجموعة للحوار، لا أن تكتفوا باتصالات هاتفية قصيرة، وكأن هذا هو تمثيلهم!»

وعن تجربتها في إسبانيا، لم تصفها بـ«العنصرية» بل استخدمت تعبيرًا أكثر دقة وتهكمًا: «ليست عنصرية، بل زَينوفوبيا ممنهجة، وهذا أسوأ بكثير.»

أما على منصات التواصل الاجتماعي، فتجذب كاوزار أكثر من 80 ألف متابع، حيث تستخدم حساباتها لنشر الوعي والدفاع عن حرية المرأة في اختيار لباسها، حاملة شعلة الصوت الذي لم يُسمح لها بإطلاقه على شاشة التلفزيون.

25/07/2025

Related Posts