أثار مقطع فيديو نشره وكيل عقاري إسباني على منصة “تيك توك” جدلاً واسعاً، بعدما قدّم مقارنة واقعية بين ما يمكن شراؤه من عقارات بمبالغ مختلفة في إسبانيا والمغرب، كاشفاً عن فوارق صادمة في الأسعار، رغم أن إسبانيا تعاني من أزمة حادة في السكن وركود في الأجور.
الوكيل العقاري، المعروف باسم “مارك”، بدأ المقارنة بمبلغ 50 ألف يورو، موضحاً أن هذا المبلغ يسمح في المغرب بشراء شقة بمساحة 80 متراً مربعاً مع شرفة في مدينة تطوان، بينما لا يكفي في إسبانيا إلا لشراء مستودع صغير في برشلونة أو موقف سيارات مزدوج في مدريد.
ومع رفع الميزانية إلى 100 ألف يورو، أشار مارك إلى إمكانية شراء دوبلكس قريب من البحر في مدينة أكادير المغربية، في حين لا تتجاوز القيمة في منطقة برشلونة سوى شقة ضيقة لا تتعدى مساحتها 28 متراً مربعاً في ضواحي “هوسبيتاليت”.
وعند مبلغ 150 ألف يورو، ازدادت الفوارق وضوحاً؛ ففي المغرب، يمكن امتلاك فيلا بمساحة 140 متراً مربعاً في العاصمة الرباط، مزودة بحديقة ونظام حراسة دائمة، في حين لا تتجاوز الخيارات المتاحة في إسبانيا شقة بسيطة في مدينة بادالونا، تفتقر حتى إلى المصعد.
أما عند مبلغ 200 ألف يورو، فكانت المفاجأة الكبرى؛ حيث أظهر الفيديو أن هذا المبلغ يمكن أن يؤمّن “بنتهاوس” فاخراً مطلاً على البحر في مدينة الدار البيضاء، بينما لا يكفي في برشلونة سوى لشراء شقة صغيرة بمساحة 60 متراً مربعاً، بحاجة ماسة إلى الترميم، في حي “الرافال”.
الفيديو، الذي حصد أكثر من نصف مليون مشاهدة خلال أيام قليلة، أثار نقاشاً واسعاً بين المستخدمين على المنصة. حيث اعتبر كثيرون أن المقارنة تفضح التضخم غير المنطقي في أسعار العقارات داخل المدن الإسبانية، لا سيما في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطنين. في المقابل، أشار آخرون إلى أن دخل الأفراد في المغرب لا يزال منخفضاً بشكل كبير، مما يجعل تملّك العقار أمراً صعباً أيضاً، رغم الفروقات الواضحة في الأسعار.
25/07/2025