بينما كان المواطنون ينتظرون تحسناً ملموساً في خدمات الكهرباء بإقليم الحسيمة، تواصل شبكة التوزيع الكهربائي تدهورها يوماً بعد يوم، في ظل صمت الجهات المعنية وغياب أي أثر للوعود الرسمية التي رُوّج لها في إطار إصلاح القطاع و”عصرنته”.
ففي العديد من الأحياء والدواوير، أصبح انقطاع التيار الكهربائي مشهداً معتاداً لا علاقة له بحالة الطقس أو أعطاب استثنائية، بل يعكس هشاشة بنية تحتية متهالكة، غابت عنها الصيانة الدورية وأعمال التجديد، رغم التوسع العمراني والسكاني المتسارع الذي تعرفه المنطقة.
ولا يقتصر هذا الوضع على مدينة إمزورن، بل امتد إلى مدينة الحسيمة نفسها، التي تشهد بشكل شبه يومي انقطاعات مفاجئة ومربكة للكهرباء، تشمل مختلف الأحياء، من دون سابق إنذار أو توضيح من الجهات المعنية، ما يعمّق الشعور بانعدام المسؤولية وغياب الشفافية.
الأدهى من ذلك، هو استمرار غياب التواصل من طرف المسؤولين، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي، في مقابل تضرر مئات الأسر، وتعطل المصالح التجارية والمهنية، وتلف الأجهزة المنزلية، ما يخلّف خسائر مادية متكررة دون تعويض أو حتى اعتذار.
وتتجلى المفارقة الكبرى في أن هذا الوضع يتزامن مع الحديث الرسمي عن “الشركة الجهوية متعددة الخدمات”، التي بُشِّر بها كحل شامل لتدبير قطاعات الماء والكهرباء والتطهير السائل، بكفاءة أعلى وتدبير عصري. إلا أن ساكنة الحسيمة لم تلمس أي تحسن فعلي، بل زاد الوضع سوءاً في بعض المناطق.
25/07/2025