kawalisrif@hotmail.com

وزير خارجية البيرو يكتب :    الأمم المتحدة أمام لحظة الحقيقة في ملف الصحراء المغربية

وزير خارجية البيرو يكتب : الأمم المتحدة أمام لحظة الحقيقة في ملف الصحراء المغربية

لا شيء أكثر إحباطًا في عالم السياسة والدبلوماسية من السباحة ضد تيار الحقيقة والواقع. ففي تطوّر لافت خلال الساعات الـ72 الأخيرة، قررت البرتغال، بسيادتها الكاملة، الانضمام إلى الركب الدولي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء، واصفةً إياها بالخيار “الأكثر واقعية وجدية ومصداقية” لتسوية هذا النزاع الإقليمي المزمن.

بهذه الخطوة، تكون البرتغال قد التحقت بعدد متزايد من الدول الكبرى والمؤثرة في المشهد الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، والمملكة المتحدة، وهي دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. كما يجدر التذكير بأن إسبانيا –التي كانت آخر قوة استعمارية في الإقليم قبل استرجاعه من طرف المغرب سنة 1975– قد أعربت بدورها عن دعمها لهذا المقترح، اعترافًا منها بحتمية التاريخ ومقتضيات القانون الدولي.

لقد بات لزامًا على الأمم المتحدة، وهي التي تتولى هذا الملف منذ عقود من خلال لجنتها الرابعة الخاصة في نيويورك، أن تنتقل من مجرد رعاية المشاورات والقرارات الرمادية إلى قيادة حقيقية نحو حل نهائي يعيد الاستقرار لمنطقة المغرب الكبير. فلا معنى لبقاء النزاع مفتوحًا في زمن أصبحت فيه أغلب دول العالم –خصوصًا من أمريكا اللاتينية، باستثناء بيرو حتى الآن– تعلن دعمها الصريح للمبادرة المغربية، انسجامًا مع منطق التاريخ وإرادة الشعوب.

إن صوت العالم واضح. والمبادرة المغربية التي اقترحها صاحب الجلالة الملك محمد السادس –الذي سيُحيي في 30 يوليوز الذكرى الـ26 لتوليه العرش– تحظى بدعم واسع لا من الحكومات فحسب، بل أيضًا من فئات واسعة من الصحراويين أنفسهم، ممن يرون فيها مدخلًا عقلانيًا وحلًا عمليًا يضمن لهم الاستقرار والتنمية تحت السيادة المغربية.

وفي زمن تتعاظم فيه بؤر التوتر عبر العالم، وتغدو قضايا الحدود والتراب الوطني مفجّرات حروب وانقسامات، تصبح مسؤولية الأمم المتحدة أكبر من أي وقت مضى في تكريس مبدأ وحدة الأراضي الوطنية، بوصفه شرطًا أساسيًا لضمان السلم والأمن الدوليين.

إن المغرب، وشعبه، والصحراويين، بل ودول منطقة المغرب الكبير والقارة الإفريقية، يستحقون نهاية عادلة لهذا الملف. وهذه النهاية لا يمكن أن تكون سوى من خلال تبنٍّ واضح لخطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

المواقف الدولية المتسارعة لا تعكس فقط تحولًا جيوسياسيًا لصالح المغرب، بل تؤكد أيضًا نجاعة دبلوماسيته المتّزنة والفعالة، التي تشتغل وفق توجيهات ملكٍ صار يُنظر إليه اليوم كرجل دولة حقيقي، يُراكم التجارب ويصوغ التوازنات الإقليمية بثقة واقتدار.

لقد حان الوقت للأمم المتحدة أن تتحدث بوضوح، وتفعل ما يليق بحجمها وميثاقها: أن تنحاز للحل الواقعي، وللشرعية الدولية، ولحق المغرب في صحرائه.

بقلم : ميغيل أنخيل رودريغيز ماكّاي – وزير الخارجية الأسبق في البيرو وخبير في العلاقات الدولية

25/07/2025

Related Posts