“بين أوهام “الأنفاق” وخذلان الجزائر… قيادة البوليساريو تبحث عن معارك في الهواء”
في خطوة جديدة تعكس التخبط الاستراتيجي والانفصال عن الواقع، دعا البشير مصطفى السيد، شقيق مؤسس ميليشيا البوليساريو، إلى اعتماد أساليب حرب الأنفاق وتنفيذ هجمات خاطفة ضد القوات المسلحة الملكية المغربية، متأثراً على ما يبدو بـ”تكتيكات” حركة حماس، التي وصف قيادتها بـ”الاستثنائية لحركة عقائدية”، خلال اجتماع داخلي للأمانة العامة للبوليساريو في مخيمات تندوف.
البشير، الذي يحاول يائسًا إعادة الزخم لحركة منهكة فقدت أغلب أوراقها في الساحة الإقليمية والدولية، بدا محبطًا من موقف الجزائر التي – حسب قوله – “لا ترغب في تصعيد الحرب مع المغرب إلى درجة قد تضر بمصالحها”، منتقدًا صراحة رفضها تزويد الجبهة بالسلاح. موقف جزائري أكده في وقت سابق الرئيس عبد المجيد تبون بنفسه، عندما اعترف بأن بلاده تمتنع عن تسليح البوليساريو في الوقت الراهن.
هذه التصريحات تأتي في سياق حساس بالنسبة للجبهة، التي تعيش عزلة دبلوماسية غير مسبوقة، بعد الانهيار الكامل لتحالفاتها التقليدية في المنطقة، بدءاً من سقوط النظام السوري الذي كان يوفر لها الغطاء السياسي، مروراً بتقلص الدعم في أمريكا اللاتينية، ووصولاً إلى فتور العلاقات مع جنوب إفريقيا رغم محاولات قادة الجبهة التسلل إلى قمم البريكس.
ولعل أكثر ما يثير السخرية هو لجوء قادة البوليساريو إلى مقارنة وضعهم بحركات مقاومة حقيقية في مناطق محتلة، متناسين أن وجودهم قائم على اختطاف جزء من الصحراويين واحتجازهم في خيام البؤس بتندوف، حيث لا وجود لا لحرب أنفاق ولا حتى لأنفاق الصرف الصحي.
في النهاية، قد يحتاج قادة البوليساريو إلى دروس خصوصية في الجغرافيا والسياسة قبل الخوض في خطط “الأنفاق”، إذ لا يُعقل أن تحفر أنفاقاً عبر مئات الكيلومترات من الصحراء المفتوحة… إلا إذا كانوا يخططون للوصول إلى الصين، مروراً بالهند، ثم العودة إلى تندوف على ظهر جمل مسلح بـ”إلهام ثوري”.
26/07/2025