kawalisrif@hotmail.com

الفرقاطة الإسبانية “كناريا” ترافق الحاملة الأمريكية “جيرالد فورد” عبر مضيق جبل طارق :   مدريد “تتزلف” لواشنطن بالرمزية البحرية

الفرقاطة الإسبانية “كناريا” ترافق الحاملة الأمريكية “جيرالد فورد” عبر مضيق جبل طارق : مدريد “تتزلف” لواشنطن بالرمزية البحرية

في عرض استعراضي لا يخلو من الرسائل الضمنية، رافقت الفرقاطة كناريا التابعة للبحرية الإسبانية حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة USS Gerald R. Ford أثناء عبورها مضيق جبل طارق نحو شرق البحر الأبيض المتوسط، في مهمة وصفتها مدريد بـ”التنسيق العسكري عالي المستوى”، فيما اعتبرها مراقبون أقرب إلى “استنجاد رمزي” بالحليف الأمريكي.

العملية التي نُفذت قبل أيام، ونشرت بشأنها هيئة أركان الدفاع الإسبانية صورًا وتدوينات عبر منصاتها الرسمية، جاءت – حسب تعبير المؤسسة العسكرية الإسبانية – لتُبرز قدرة البحرية الإسبانية على الاندماج في تشكيلات قتالية متعددة الجنسيات. غير أن اللافت في الأمر أن هذه “القدرة” ما تزال حبيسة الإطار الرمزي، في وقت تعاني فيه إسبانيا من أزمات دفاعية داخلية، وتجاهد لحفظ ماء وجهها في مياه تعتبرها “تاريخية”.

أما الحاملة الأمريكية جيرالد فورد، التي تُوصف بأنها الأكبر والأحدث في العالم، فقد أبحرت من قاعدة نورفولك بولاية فيرجينيا، وهي الآن في طريقها لتعزيز التواجد العسكري الأمريكي في شرق المتوسط، حيث تشتد التوترات بسبب الأزمات المتكررة في الشرق الأوسط، وتزايد تهديدات القراصنة والمجموعات المسلحة حول قناة السويس.

وتقود جيرالد فورد مجموعة قتالية تضم نحو 4,500 عسكري وعددًا من المدمرات المزودة بصواريخ موجهة، إلى جانب تسعة أسراب جوية من جناح CVW-8، ومدمرات أمريكية من طراز Arleigh Burke، من بينها: وينستون تشرشل، ميتشر، ماهان، بينبريدج وفورست شيرمان، تحت قيادة السرب المدمر DESRON 2.

لكن، ما بين الضجيج البحري والتهليل العسكري، يُطرح السؤال: ماذا ربحت مدريد من هذا العرض؟ هل يكفي أن ترافق فرقاطة إسبانية سفنًا أمريكية لتثبت جاهزيتها العسكرية؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون استعراضًا باهتًا لتحسين صورة دفاعية تتآكل يومًا بعد يوم، سواء في مضيق جبل طارق أو على تخوم سبتة ومليلية المحتلتين، حيث تعجز إسبانيا حتى عن ضبط تدفقات القاصرين والمهاجرين غير النظاميين؟

وفي حين تعزز واشنطن تواجدها العسكري الحقيقي على الأرض وفي البحر والجو، تكتفي مدريد بلعب دور “المرافق” الذي يلوّح من بعيد، ويبحث عن موطئ قدم في معادلة جيوسياسية لا ترحم اللاعبين الصغار، حتى لو رفعوا علم الناتو فوق مدمراتهم.

27/07/2025

Related Posts