في حادث صادم يعكس هشاشة منظومة الحماية داخل مراكز الإيواء، أقدمت سلطات الاحتلال الإسباني بمدينة سبتة المحتلة على توقيف مهاجر غيني في العشرين من عمره، متهم بالاعتداء الجنسي على ممرضة تعمل بمركز الإيواء المؤقت للمهاجرين (CETI).
وبحسب مصادر مهنية من داخل المركز، فإن الواقعة وقعت خلال قيام الممرضة بتقديم حقنة طبية للمعني بالأمر، قبل أن يُباغتها بسلوك عدواني، إذ أمسك بذراعها بعنف ونزع سرواله في محاولة لتحرّش جنسي فجّ وصادم. الضحية، التي تحلت برباطة الجأش، تمكنت من التخلص من قبضته، وسارعت إلى إشعار الأمن الداخلي بالمركز، الذي تدخّل في الحال.
وعلى إثر الحادث، فعّلت إدارة المركز البروتوكول الخاص بحالات العنف داخل الفضاءات المغلقة، حيث تم استدعاء عناصر الشرطة الوطنية التي قامت بتوقيف المهاجر، ووضعه تحت الحراسة النظرية في انتظار تقديمه أمام القضاء الإسباني.
الحادثة خلّفت حالة استياء واسعة وسط الطاقم الطبي والإداري بالمركز، الذين عبّروا عن تضامنهم الكامل مع زميلتهم، وطالبوا بمراجعة شروط الأمان داخل المؤسسة، خاصة في الفترات الليلية أو أثناء التدخلات الطبية الفردية، التي قد تُعرّض الأطقم النسوية لخطر مماثل.
ووفقًا لنفس المصادر، فإن هذه هي أول حادثة من نوعها خلال سنة 2025 داخل مركز CETI، الذي يُؤوي مئات المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء في ظروف توصف غالبًا بغير الملائمة إنسانيًا.
الضحية حصلت على شهادة طبية تُثبت إصابتها بكدمة على مستوى الذراع، جراء محاولتها المقاومة.
ويطرح هذا الحادث مجددًا تساؤلات ملحّة حول فعالية الإجراءات الأمنية داخل مراكز الإيواء الإسبانية بسبتة ومليلية المحتلتين، ومدى قدرة السلطات على ضمان سلامة العاملين والعاملات وسط بيئة شديدة التعقيد من الناحية الإنسانية والأمنية.
27/07/2025